كتاب جدد حياتك

وماذا عليه لو تحمل نبأ العلة التى أصابته بطمأنينة وتسليم لأنه يؤمن بالله، ولا يحزن من لقائه وإن اقترب موعده.
وأقرب إلى الحقيقة من أبيات الخيام الآنفة أبيات الشاعر " محمد مصطفى حمام " التى يقول فيها:
علمتنى الحياة أن (حياتى) … إنما كانت امتحانا طويلا
قد أرى بعده نعيماً مقيماً … أو أرى بعده عذاباً وبيلا
عل خوفي من الحساب كفيل … لي بالصفح يوم أرجز الكفيلا
على خوفى يردنى عن أمور … خبثت غاية وساءت سبيلا
وعد الله من ينيب ويخشى … بطشه رحمة وصفحا جميلا
وبحسبى وعد من الله حق … إنه كان وعده مفعولا
الواقع أن الجزع والجبن والتحسر وشتى العواطف التى تنتاب الناس بإزاء الموت تعود إلى فهمه على أنه انتقال من وجود إلى عدم، ومن ضياء إلى ظلام، ومن إيناس إلى وحشة.
فهل يدرى هؤلاء أن هذه الحياة الدنيا بما فيها ومن فيها ستكون ذكريات حافلة مثيرة، وأن يوما لا بد منه سوف يقدم ليتلاقى فيه الصالحون، فيقول بعضهم لبعض:
قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم.
أما حديثهم عن الملحدين والجحدة فإليك نبأه:
فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أئنك لمن المصدقين * أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين.
* * *

الصفحة 31