كتاب جدد حياتك

ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ".
إن هذه الأدعية- كما أشرنا إلى ذلك فى بعض كتبنا- أشبه بالأناشيد الحماسية التى تثير عواطف الركب السائر، فهى ليست جؤار القاعدين ولا أمانى الهامدين، بل هى أمداد دافقة من الحق والضياء واليقين يتغلب بها البشر على مشكلات العيش ومضايق الأيام.
ثم هى تحديد للمعانى التى يصح التمسك بها والتقلب فى جوها، وهى معان قوامها عقد العزم على العمل فى ظل الإيمان والعافية والعدالة، وفى ظل الكبرياء على مشاغل الدنيا ومحرجاتها الجمة.
وبهذا المنهج يطيب المرء روحا وبدنا، ويكتمل دينا ودنيا.
وبعض الناس يتصور أن الدعاء موقف سلبى من الحياة، أليس عرض حاجات وانتظار إجابة؟!.
ويوم يكون الدعاء كذلك لا يعدو ترديد أمانى، وارتقاب فرج من الغد المجهول " فإن الدعاء يكون لغوا، ولا وزن له عند الله ..
إن الدعاء أولا تحديد وجهة، ورسم مثل أعلى، فإبراهيم عندما قال:
(رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) كان بهذا الدعاء يجعل إقامة الصلاة منهج حياة، ومشغلة إنسان.
أين منه أولئك الذين يضيقون بالصلاة، ولا يأتونها إلا وهم كسالى؟.
وعباد الرحمان عندما قالوا: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)
كانوا بهذا النداء ينشدون فى المجتمع البشرى الأسرة المستقرة، والبيت السعيد، كما كانوا ينشدون لأنفسهم السبق فى مجال التقوى، والتقدم فى كل خير.
وبديهى أن ينضم إلى ذلك ما يحقق المثل المرسوم من عمل يقرب، وخطوات موصلة.

الصفحة 39