كتاب جدد حياتك
فهل هناك ضوابط تمنع هذا التناقض الخطير؟.
الجواب أن كلمة فطرة إذا أطلقت لا يصح أن يراد بها إلا الفطرة السليمة، فإن كل خلل يلحق الطبيعة لأى سبب لا يجوزأن يحسب منها، ولا أن يحسب عليها.
خذ مثلا الجنين .. المفروض أن ينزل من بطن أمه سوى الأعضاء والمشاعر.
فلو حدث أن ولد أعمى لعلة فى أحد أبويه.
فإن هذا العمى عَرَض غريب على الطبيعة التى يجب أن توجد كاملة.
ومن ثم فإن هذا لا يغض من جعل البصر أصلا يقاس عليه ويطرح ما عداه.
وما يقال فى عالم الحيوان كذلك فى عالم النبات، فالمفروض أن تجنى الثمار وهى نقية من كل عيب يجيئها من عدو الحشرات والديدان.
وعلى الزارع أن يستجيدوا البذور، ويستكملوا الوسائل حتى يحصدوا غراسهم كما شاء الله لها نقاءً وجمالاً.
وكل تشويه يعترض عظمة الفطرة وروعتها فهو شذوذ ينبغى أن يذاد ويباد، لا أن يعترف به ويسكت عليه.
والمجتمع الإنسانى يجب أن يسير على هذا الغرار.
فأصحاب الصحة النفسية والعقلية، وأصحاب الأمزجة المعتدلة، والطباع المكتملة هم وحدهم الذين يسمع منهم ويؤخذ عنهم.
أما المعلولون والمنحرفون، وذوو الأفكار المنحلة والغرائز المنحلة، فهم كالثمار المعطوبة فى عالم النبات أو الأجنة الشائهة فى عالم الحيوان، ليسوا أمثلة لسلامة الفطرة، ولا يجوز أن يطمأن إلى أحكامهم ولا إلى آرائهم، ولو بلغت بهم الجراءة أن يزعموا نداء الطبيعة ومنطق الفطرة!!.
إن نبى الإسلام لما قال للسائل عن البر: " استفت قلبك "، لم يقدم هذا الجواب هدية لمجرم يستبيح الدماء ويغتال الحقوق.
وما أكثر الذين تتسع ضمائرهم للكبائر!!.
الصفحة 4
208