كتاب جدد حياتك

كيف نزيل أسباب القلق؟
لا أعرف مظلوما تواطأ الناس على هضمه، وزهدوا فى إنصافه كالحقيقة!!
ما أقل عارفيها، وما أقل ـ فى أولئك العارفين ـ من يقدرها ويغالى بها ويعيش لها!!
إن الأوهام والظنون هى التى تمرح فى جنبات الأرض، وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس.
ولو ذهبت تبحث عن الحق فى أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طلابه.
هناك ألوف الصحف والإذاعات تموج بها الدنيا صباحا ومساء، لو غلغلت النظر فيما ينطقها ما وجدت إلا حقا قليلا يكتنفه باطل كثيف، حقا يبرق فى خفوت كأنه نجمة توشك أن تنطفىء فى أعماء الليل.
فى مجال العقيدة كم من دين قام على إشاعة كاذبة أو خرافة سمجة.
وفى ميدان السياسة كم من هوى جعله الجور عدلا، وقوة أحالت الخير شراً.
لهذا قال الله لنبيه ولكل معتصم بالصدق فى مجتمع طافح بالزيغ:
(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون).
وقال:
(فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون).

الصفحة 43