كتاب جدد حياتك

ومعنى التصور الغلط للأشياء أن ينتقل المرء من ضلال إلى ضلال، وألا يحسن السلوك بإزاء أى واجب يناط به أو أزمة يقف أمامها.
والله عز وجل نهى الإنسان عن الشرود وراء الأوهام والتخمينات فقال:
(ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
فليستخدم الإنسان فكره وحواسه فى تعرف ما حوله، وليقرر خطة سيره بعيدا عن الظنون والتخرصات.
قال "ديل كارنيجى": (بقى أن نتعلم الخطوات الثلاث التى يجب اتخاذها لتحليل مشكلة ما والقضاء عليها، وهذه الخطوات هى:
1 - استخلص الحقائق.
2 - حلل هذه الحقائق.
3 - اتخذ قرارا حاسماً ثم اعمل بمقتضى هذا القرار).
وقال: (إنه لا مناص من اتخاذ هذه الخطوات إذا كان علينا أن نحل المشكلات التى تعيينا، والتى تحيل أيامنا وليالينا جحيماً لا يطاق).
أجل لا مناص من ذلك. والخطوة الأولى تفرض علينا التأمل الهادئ فيما حولنا لتجميع الحقائق الواضحة، وإرساء سلوكنا على قواعدها.
ولم هذه الحقائق واجب، وإن كان صعباً على الإنسان.
ولكن لماذا يكون ذلك صعبا على الإنسان؟، لأن حب الشىء يعمى ويصم، وكذلك كرهه، ومن ثم قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة … ولكن عين المقت تبدى المساويا
ومثل المحبة والكراهية أغلب الانفعالات النفسية التى تسيطر على تفكير المرء، وتجعله يلون الحياة بإحساسه الخاص، فلا يستطيع أن يراها كما هى.
وقد يضل المرء عن الحقيقة لانطوائه مع عرف سائد، أو لاسترساله مع نظرة سابقة لا أساس لها.

الصفحة 45