كتاب جدد حياتك

وإذا خُدع المرء أبدا عن الحقيقة؛ فكيف يوفق إلى حل صحيح لمشكلات الحياة التى تلاقيه؟!.
واندراج الناس فى مطاوى الغفلة وهم لا يشعرون هو حكمة ختم آيات كثيرة جدا فى القرآن الكريم بهذا التذييل: (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون).
(أفلا تذكرون)، (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون).
وكأن " ديل كارنيجى " يشرح هذه الآيات إذ يقول: (إننا قلما نعنى بالحقائق، وإذا حدث أن حاول أحدنا استخلاص الحقائق فإنه يتصيد منها ما يعضد الفكرة الراسخة فى ذهنه ولا يبالى بما ينقضها، أى أنه يسعى إلى الحقائق التى تسوغ عمله، وتتسق مع أمانيه، وتتفق مع الحلول السطحية التى يرتجلها.
قال " أندريه موروا ": كل ما يتفق مع ميولنا ورغباتنا الخاصة يبدو معقولا فى أعينينا.
أما ما يناقض رغباتنا فإنه يشعلنا غضبا.
فهل من المستغرب والحالة هذه أن يصعب علينا الوصول إلى حل مشكلاتنا، أو لسنا نسخر من الذى يحل مسألة حسابية بسيطة مفترضا أن اثنين زائد اثنين يساوى خمسة؟! ومع ذلك فإن كثيرا من الناس يجعلون حياتهم سعيرا بإصرارهم على أن مجموع اثنين واثنين هو خمسة، وربما خمسمائة؟!.
فما العلاج؟. العلاج أن نفصل بين عاطفتنا وتفكيرنا، وأن نستخلص الحقائق المجردة بطريقة محايدة).
* * *
والخطوة التالية لجمع الحقائق استشعار السكينة التامة فى تلقيها، وضبط النفس أمام ما يظهر محيرا أو مروعا منها، فإن الفرق من الأحداث ينتهى حتما بالغرق فى لجتها.
وحياة عدد كبير من القادة والأبطال تحفل بالمآزق التى لم ينج منها إلا تقييد الرهبة وإطلاق العقل.

الصفحة 46