كتاب جدد حياتك

تصبح فيه المداومة على التفكير ضررا يجب اجتنابه، فمتى اتخذت قرارا عمدت إلى تنفيذه دون أن أتطلع البتة إلى الوراء.
وقال " وليم جيمس ": عندما تصل إلى قرار وتشرع فى تنفيذه ضع نصب عينيك الحصول على نتيجة، ولا تهتم لغير هذا. يقصد أنك لا تتردد ولا تحجم ولا تخلق لنفسك الشكوك والأوهام. ولا تعاود النظر إلى الوراء، بل أقدم على إنفاذ قرارك غير هياب ولا وجل).
والحق أن الرجولات الضخمة لا تعرف إلا فى ميدان الجرأة.
وأن المجد والنجاح والإنتاج تظل أحلاماً لذيذة فى نفوس أصحابها، وما تتحول حقائق حية إلا إذا نفخ فيها العاملون من روحهم، ووصلوها بما فى الدنيا من حس وحركة.
وكما أن التردد خدش فى الرجولة فهو تهمة للإيمان، وقد كره النبى صلى الله عليه وسلم أن يرجع عن القتال بعدما ارتأت كثرة الصحابة المصير إليه.
فقد كان من رأيه عندما بلغ المشركون جبل " أحد " أن يدعهم يدخلون المدينة ثم يقاتلهم فى دروبها، ورأى جمهور الشباب أن يخرجوا إليهم فيقاتلوهم دون الجبل، واستطاعوا بكثرتهم وحماستهم أن يوجهوا النفوس إلى هذا القرار، فنزل النبى عنده، واتخذ الأهبة لمناجزة العدو خارج المدينة.
وأحس أولئك كأنهم استكرهوا النبى على غير ما يرى، فاقترحوا مرة أخرى أن يدور القتال فى المدينة نفسها، ولكن النبى رفض هذا التراجع، وأبى أن تصطبغ شئونه بطابع التردد، أو التأرجح بين إرادات شتى، فقال كلمة حاسمة: " ما كان لنبى أن يلبس لأمته ثم يرجع حتى يحكم الله بينه وبين عدوه".
* * *
فلندرس مواقفنا فى الحياة بذكاء، ولنرسم منهاجنا للمستقبل على بصيرة، ثم لنرم بصدورنا إلى الأمام، لا تثنينا عقبة، ولا يلوينا توجس.
ولنثق بأن الله يحب منا هذا المضاء، لأنه يكره الجبناء، ويكفل المتوكلين.
* * *

الصفحة 49