كتاب جدد حياتك

علم أثمره العمل
فى دراساتنا القديمة تلقينا ـ فى تعريف العلم ـ أنه: إدراك، وقواعد، وملكة.
يعنون بالإدراك: التصور المجرد للأشياء.
وبالقواعد: جملة المبادئ والقوانين والمصطلحات التى وضعها أهل الفنون المختلفة.
وبالملكة: الخبرة المكتسبة من رسوخ المرء فيما حصل عليه من معارف، وفيما وعاه من مناهج علم خاص أو علوم شتى.
والملكة إنما تتكون من وفرة الإدراك واستحضار القواعد، فهى ثمرة ما قبلها بعد ما يبلغ تمامه.
وأصحاب الملكات المتألقة فى شعب الثقافة الواسعة هم العلماء الأصلاء، وعليهم المعول فى صحة الفهم والحكم والتعليم والأداء.
ولنترك مجال العلم النظرى إلى مجال الخلق والسلوك والإيمان والعمل. لنقول إن الدين قد يكون منهاجاً كاملا للرقى والتهذيب، ولكن الإفادة منه لا تصلح بإدارة معلوماته بين الألسنة والأسماع، ولا باستيعاب أحكامه فى الذاكرة الجيدة، ولا بالأداء الصورى لعباداته المقررة.
فهذا التناول للدين قليل النفع، بل عديم الجدوى، وفى الأثر: العلم علمان: علم فى القلب، فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان، فذلك حجة الله على ابن آدم.
وقال " برنارد شو ": (إذا لقنت إنسانا شيئا فإنه لن يتعلم أبدا).
يقصد أن التلقين لا يخلق من المتعلم شيئاً طائلاً.
ويعلل " ديل كارنيجى " هذا الحكم فيقول: (إن التعلم عمل إيجابى لا سلبى، ونحن نتعلم حين نعمل، فإذا أردت أن تستفيد من النصائح المبذولة فى تضاعيف هذا الكتاب ـ أو أى كتاب ـ فجربها، واعمل بها، وطبقها فى كل فرصة تسنح لك.

الصفحة 50