كتاب جدد حياتك

فإنك ـ إن لم تفعل هذا ـ فسوف تنسى ما لقنته سريعا.
إن المعرفة التى نستخدمها هى وحدها التى تعلق بأذهاننا).
وهذا صحيح؛ وقد جاء عن أحد التابعين: (كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمل بها).
إن العمل يحيى القلوب بالمعرفة اليقظة الدافعة.
والعلم الذى ينشأ عن العمل هو الملكة التى يستنير بها المرء، ويعرف منها مواقع أقدامه فى دروب الحياة المتشابهة.
وفى هذا يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم).
ومقتضى الإيمان بالرسول بعد تقوى الله هو اقتفاء أثره واتباع سننه، لأنه الترجمان العملى الحى لما فى الكتاب الكريم من توجيه وموعظة.
والمؤمن المواظب على اتقاء الدنايا وفعل الواجبات يكتسب من هذا الإدمان حدة فى بصيرته، وحاسة دقيقة يميز بها الخبيث من الطيب.
وقلما تختلط الأمور على فطنته، ولو لم يرد فيها نص حاسم:
(يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم).
* * *
إن المعلومات النظرية التى لم ينقلها العمل من دائرة الذهن إلى واقع الحياة تشبه الطعام الذى لم يحوله الهضم الكامل إلى حركة وحرارة وشعور.
وهذه المعلومات تبدأ مبتسرة مهوشة مهما أجيد تصويرها.

الصفحة 51