كتاب جدد حياتك

ولو أن كل امرئ عنده حب للخير ارتقى بعاطفته تلك إلى مرحلة تنقل الخير من دائرة التصورات النظرية إلى " عمل " يبصر الضوء والحياة لاختصرنا ـ كما يقول "ديل كارنيجى" ـ نصف متاعبنا، وحللنا أعقد مشكلاتنا .. ولتسمع له يروى هذه القصة عن " ليون شميكن " من رجال الأعمال قال: (وضعت قاعدة تحتم على كل واحد من مساعدى يريد أن يعرض على مشكلة ما أن يقدم لى أولا مذكرة تشمل الإجابة عن هذه الأسئلة الأربعة:
1 - ما هى المشكلة؟.وقد تعودنا فيما مضى أن ننفق ساعة أو ساعتين فى مناقشة حامية دون أن ندرى ما هى المشكلة على وجه التحديد، كما اعتدنا أن نحيط المشكلة باللبس والغموض، دون أن يفكر أحدنا فى تدوين موضوع المشكلة بوضوح.
2 - ما هو منشأ المشكلة؟.وإذ أرجع بذاكرتى إلى الوراء يروعنى ما أنفقناه من ساعات دون أن نحاول الوقوف على الأسباب التى دفعت المشكلة إلى حيز الظهور.
3 - ما هى الحلول الممكنة لهذه المشكلة؟ .. وفيما مضى كان كل منا يقترح حلا فيجادله زميل له، وكثيرا ما كانت تهتاج الخواطر فتنأى بنا عن الحل المقترح، وفى نهاية الاجتماع لم يكن يخطر لأحد منا أن يدون الحلول التى عرضنا لها أثناء المناقشة.
4 - ما هو أفضل الحلول؟ .. وقد اعتدت فى قبل أن أدخل قاعة الاجتماع مع مساعدى الذين أمضهم القلق ساعات طوالا، وألجأهم إلى الدوران حول المشكلة فى حلقات مفرغة دون أن يستخلصوا حلا محدودا.
وكان من نتيجة هذه الخطة أن قل التجاء مساعدى إلى لعرض مشكلاتهم على .. لماذا؟ لأنهم لكى يجيبوا عن هذه الأسئلة الأربعة يجب أن يحصلوا على كافة الحقائق المحيطة بالمشكلة، فإذا توفرت لهم هذه الحقائق فغالبا ما يحل ثلاثة أرباع المشكلة من تلقاء ذاته، ولم يعد حل الباقى يحتاج إلى معاونتى؛ وحتى إذا أوجبت الظروف مشاورتى، فإن المناقشة لا تستغرق أكثر من ثلث الوقت الذى كانت تستغرقه قبلاً، لأنها ـ أى المناقشة ـ تسير فى طريق مرسوم.
ونحن الآن بفضل هذه الخطة نستهلك وقتا ضئيلا فى القلق ومناقشة الأخطاء، ووقتا طويلا " فى العمل " على تلافى هذه الأخطاء).
وثم أمر آخر نحب أن نشير إليه: إن الكلام مع رؤساء الأعمال وأصحاب الدعوات، وولاة المناصب الكبرى قد يكثر ويتسع من غير مسوغ واضح؛ اللهم إلا أن الأتباع والأعوان يطيب لهم أن " يتكلموا " مع رئيسهم الكبير.

الصفحة 53