كتاب جدد حياتك

آفات الفراغ
فى أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل، وتختمر جراثيم التلاشى والفناء.
إذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى.
وإذا كانت دنيانا هذه غراسا لحياة أكبر تعقبها، فإن الفارغين أحرى الناس أن يحشروا مفلسين لا حصاد لهم إلا البوار والخسران.
وقد نبه النبى صلى الله عليه وسلم إلى غفلة الألوف عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ ".
أجل .. فكم من سليم الجسم ممدود الوقت يضطرب فى هذه الحياة بلا أمل يحدوه، ولا عمل يشغله، ولا رسالة يخلص لها ويصرف عمره لإنجاحها.
ألهذا خلق الناس؟. كلا، فالله عز وجل يقول:
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق).
إن الحياة خلقت بالحق، الأرض والسماء وما بينهما.
والإنسان فى هذا العالم يجب أن يتعرف هذا الحق وأن يعيش به!؟.
أما أن يدخل فى قوقعة من شهواته الضيقة، ويحتجب فى حدودها مذهولا عن كل شىء فبئس المهاد ما اختار لحاضره ومستقبله!!.
* * *
ومن أصدق ما رواه "الشافعى" فى أسس التربية هذه الكلمة الرائعة: " إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل ".
وهذا صحيح؟ فإن النفس لا تهدأ.
إذا لم تدر فى حركة سريعة من مشروعات الخير والجهاد والإنتاج المنظم لم تلبث أن تنهبها الأفكار الطائشة، وأن تلفها فى دوامة من الترهات والمهازل.

الصفحة 55