كتاب جدد حياتك

وجميل فى أجزية الله للناس أن يترك لهم فلتات الطباع وزلات الأقدام.
وجميل من الناس أن يعاشر بعضهم بعضا على هذه القاعدة من السماحة، وفى ذلك قال الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا … صديقك، لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه … مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى … ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه
ومن ذا الذى ترضى سجاياه كلها … كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
وهذه القاعدة إذا حسن تطبيقها فيما بين الأصحاب من أواصر، وما يعرض لعلاقاتهم من هزات، فهى بين الزوجين ألزم، وللسيطرة على حياتهم أحب وأحكم.
فإن ضاق الزوج بغلطة من امرأته تذكر أن لها صوابا.
وإن حزن لجانب من نفسها نظر إلى جانب آخر يسره منها.
وإلى ذلك يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: " لا يفرك ـ لا يكره ـ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها آخر ".
على أنه من المؤسف أن كثيرا من التوافه تعصف برشد الألوف المؤلفة من الناس، وتقوض بيوتهم، وتهدم صداقاتهم، وتذرهم فى هذه الدنيا حيارى محسورين.
ويشرح " ديل كارنيجى " عواقب الاندفاع مع وحى هذه التوافه، فيقول: (إن الصغائر فى الحياة الزوجية يسعها أن تسلب عقول الأزواج والزوجات، وتسبب نصف أوجاع القلب التى يعانيها العالم.
أو ذاك على الأقل ما يؤكده الخبراء، فقد صرح القاضى " جوزيف ساباث " من قضاة شيكاغو بعد أن فصل فى أكثر من أربعين ألف طلاق بقوله: إنك لتجدن التوافه دائما وراء كل شقاء يصيب الزواج.

الصفحة 63