كتاب جدد حياتك

وقال، "فرانك هوجان " النائب العام فى نيويورك: إن نصف القضايا التى تعرض على محاكم الجنايات تقوم على أسباب تفاهة، كجدال ينشأ بين أفراد أسرة، أو من إهانة عابرة، أو كلمة جارحة، أو إشارة نابية.
هذه الصغائر اليسيرة هى التى تؤدى إلى القتل والجريمة.
إن الأقلين منا قساة بطبائعهم، بيد أن توالى الضربات الموجهة إلى ذواتنا وكبريائنا وكرامتنا هو الذى يسبب نصف ما يعانيه العالم من مشكلات).
هذا الكلام الذى يصف علل الجراثيم فى مدن أمريكا يمكن أن ننقله بنصه فى وصف علل الجرائم التى تقع فى مدننا وأريافنا.
والواقع أن سوء التصور للأمور، وشدة الإحساس بالكرامة الخاصة، والمبادرة إلى تفسير أى تصرف بأنه احتقار لا يغسله إلا الدم، وغير ذلك من التخيلات التى تضخم التوافه هو السبب الأول لما تشهد وتقرأ من أحداث مروعة.
والعلاج؟ .. صقل مرآة الذهن بحيث تلتقط صورا حقيقية لما تحفل به الحياة. صورا لم تفسدها المبالغة، ولم يشوها الهوى.
ثم الحكم على هذه الصور فى نطاق النظرة الرحبة. النظرة التى تضع النظائر والنقائص فى جوار واحد، فلا تنسى الخير إذا هاجها شر.
وبذلك يتلاشى أغلب ما يحسه المرء من شقاء، وما يتورط فيه من أخطاء.
* * *

الصفحة 64