كتاب جدد حياتك

قضاء وقدر
إحساس المؤمن بأن زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بمقادير كبيرة من الطمأنينة فى فؤاده.
إذ مهما اضطربت الأحداث وتقلبت الأحوال فلن تبت فيها إلا المشيئة العليا:
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
وهذا يفسر ركون المسلم إلى ربه بعد أن يؤدى ما عليه من واجب.
إنه يتوكل عليه ويستريح إلى ما يتمخض عنه المستقبل من نتائج بعد ما بذل جهده فيما وكل إليه من عمل وإعداد واحتياط.
والحق أنه لا معنى لتوتر الأعصاب واشتداد القلق بإزاء أمور تخرج عن نطاق إرادتنا.
قد يقرع الإنسان سن الندم على تفريطه، وقد يستوجب أقسى اللوم على تقصيره.
أما أن يطلع القدر عليه بما لا دخل له فيه فهو ما لا مكان فيه لندم أو ملام، وبالتالى لا مكان فيه لقلق أو ريبة.
ومن ثم ينبغى أن نستقبل الدنيا بيقين وشجاعة. ويعجبنى قول على:
أى يومى من الموت أفر؟ … يوم لا يقدر أو يوم قدر؟
يوم لا يقدر لا أحذره … ومن المقدور لا ينجو الحذر!!
بهذا المنطق يواجه الرجل العطوب وهو جرىء.
أما إذا فرغت نفسه من الله، ونظر إلى الأحداث كأنها موج يتدفع مدا وجزرا، يغرق فيها من يغرق، وينجو من ينجو، فإنه يحيا بفؤاد هواء، تلعب به الأحداث والظنون.

الصفحة 66