كتاب جدد حياتك

هنا يجىء قول الرسول الكريم راويا عن ربه: " إذا سلبت من عبدى كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة، إذا هو حمدنى عليهما ".
هذه تعزية كريمة، وسلوى يجد المحزون فى بشارتها ما يخفف جواه ويذهب بلواه، فهل يفهم من هذا الكلام المبين أن العمى غاية تطلب؟، وأن آلام الدنيا درجات رفيعة يتعرض لها طلاب الثواب وعشاق الجنة؟!.
إن تفكير المتصوفة سقط فى هذه الهاوية، وجر معه عوام المسلمين، فضلل فى هذه الحياة مساعيهم، وبدد قواهم، وجعل مثلهم العليا تتخبط فى آفاق داكنة من البأساء والضراء!!.
والسر هو الخلط بين دائرتين متميزتين كل التميز، منفصلتين أتم الانفصال.
دائرة " ما منه بد " و " ما ليس منه بد".
ثم التسوية بين المسالك والمشاعر التى تجيش تلقاء كل منهما.
والحق أن كلتا الدائرتين لها مجالها وإيحاؤها.
فالرجل إذا وقعت به مظلمة يملك ردها ويؤتى القدرة على كفها، فإن صبره عليها جريمة، ورضاه بها معصية.
أما إذا حلت به مظلمة يعجز عن دفعها، أو نابته كارثة يعلم أن التخلص منها فوق قواه، فيجب عليه أن يتحمل وأن يتصبر.
إن " الرضا بالقسمة " أصبح سبة فى التفكير الإسلامى، لأن الذين تلقوا الأمر وضعوه فى غير موضعه، فسوغوا به الفقر والكسل والخمول، بدل أن يهونوا به كبوات السعى الجاد، وهزائم العاملين المرهقين، ومتاعب المظلومين فى وظائفهم، وهم لا يستطيعون حيلة!!.
إن قول رسول الله: " اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " هو ما شرحه " ديل كارنيجى " فى هذه الخلاصة: لقد قرأت خلال الأعوام الثمانية الماضية كل كتاب، وكل مجلة، وكل مقالة عالجت موضوع القلق؟ فهل تريد أن تعرف أحكم نصيحة خرجت بها من قراءاتى الطويلة؟. ها هى ذى،

الصفحة 76