كتاب جدد حياتك

بالحق أنزلناه وبالحق نزل
الإسلام أداة لتنظيم الأفكار على نحو معين، كما تنتظم المقدمات لتنتج الصواب وتقرر الحق.
ذاك فى المجال العقلى، أما فى المجال النفسى والاجتماعى فهو أداة لتنظيم المشاعر والعواطف على نحو ينشئ الفضيلة، ويدعم الأخوة، أو على نحو ينفى الرذيلة، ويمحق الأثرة.
فالإسلام ـ بما حوى من تعاليم ـ إنما يمهد للناس طريق الهداية التى تأخذ بنواصيهم وأفئدتهم إلى الحقيقة والكمال.
لهذا نزل الوحى، وتتابعت نذره وبشائره:
(يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم).
(كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).
وهذه الهداية فى مجالات النظر والتفكير، وفى مجالات الأدب والمعاملة هى النتيجة المنشودة من وراء العبادات المقررة.
فليست الغاية من الطاعات مباشرة رسومها الظاهرة، واعتياد أشكالها، وتقمص صورها.
كلا، بل الغاية منها أن تزيد حدة العقل فى إدراك الحق، وارتياد أقرب الطرق إليه، وإن تمكن الإنسان من ضبط أهوائه، وإحسان السير فى الحياة بعيدا عن الدنايا والمظالم.
وتأمل قول الله عز وجل:
(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)

الصفحة 80