كتاب جدد حياتك

وقد تصاب بقارعة ـ كما تتخيل ـ أو فى نفس الأمر ـ فتهتز لوقعها ..
ليكن ... بيد أن من الرشد استعادة الثبات والهدوء، واختصار المتاعب التى تنشأ حتما من الإصرار على الضيق والسخط.
إن بعض الناس قد يصاب بشلل فى مخه إثر خسارة تصيبه، أو غيظ يستفزه، فهل ذلك دلالة إيمان أو شارة إحسان؟.
كلا، ولا هو آية رجولة كبيرة ..
قال " ديل كارنيجى " (حدث فى أثناء الحرب الأهلية الأمريكية عندما كان أصدقاء "لنكولن " يحملون حملات شعواء على أعدائهم أن قال " لنكولن"- مهدئا - أتباعه: إن لديكم إحساسا بالغضب والثورة أكثر مما لدى، وقد أكون خلقت هكذا، ولكنى لا أرى الغضب يجدى.
إن المرء لا ينبغى أن يضيع نصف حياته فى المشاحنات، ولو أن أحدا من أعدائى انقطع عن مهاجمتى ما فكرت لحظة واحدة فى عدائه القديم لى).
والمجال يضيق هنا عن سرد النصوص الناهية عن الشحناء والغضب والآمرة بالسماحة والصفح، ابتغاء مثوبة الله، واحتفاظاً بصفاء الحياة.
ماذا يجدى التمشى مع مشاعر الغيظ والتشفى؟ إن خسائرنا أضعاف أرباحنا من هذه الاحتياجات الطائشة.
ولو استجبنا لهدى الإيمان لوفر علينا متاعب جمة نستريح من عبئها يقينا يوم نستهدف مرضاة الله وإنفاذ وصاياه.
ولا بأس أن نذكر هنا قصة "تولستوى" الفيلسوف الروسى الكبير وخصامه مع زوجته.
تقول دائرة المعارف البريطانية عن هذا الأديب الكبير: (إنه فى خلال العشرين سنة الأخيرة من حياته كان أخلق رجال العالم بالتقدير والاحترام، كان المعجبون به يحجون إلى بيته فى سيل لا ينتهى ليتملوا بطلعته، ويشنفوا آذانهم بصوته، بل ليمتعوا أصابعهم بملمس مسوحه. كانت كل كلمة تخرج من فمه تدون فى الصحائف، كما لو كانت نبوءة رسول.
هكذا كانت حياته العامة.
أما حياته الخاصة فإن تصرفاته وهو شيخ فى السبعين كانت أشد حمقا من تصرفات صبى فى السابعة!!.
تزوج " تولستوى " من فتاة أحبها. وسعد الزوجان فى بداية أمرهما، إلا أن الزوجة كانت غيورا بطبعها، حتى إنها اعتادت التخفى فى زى الفلاحات والتجسس على زوجها. وتفاقمت على مر الأيام غيرتها، فإذا هى تغار على زوجها من بناتها!!، وأمسكت مرة بندقية وأحدثت بها ثقبا فى صورة ابنتها بدوافع الغيرة!!.

الصفحة 83