كتاب جدد حياتك

ثم واساهم بما يهون وقع الألم عليهم، فإن الألم إذا قيد النفوس بسلاسله الغلاظ ربطها فى زمن يتحرك، فلم تحسن شيئا، ولم تكسب خيرا.
ما قيمة لطم الخدود، وشق الجيوب على حظ فات أو غرم ناب؟.
ما قيمة أن ينجذب المرء بأفكاره ومشاعره إلى حدث طواه الزمن ليزيد ألمه حرقة وقلبه لذعا؟!
لو أن أيدينا يمكنها أن تمتد إلى الماضى لتمسك حوادثه المدبرة، فتغير منها ما تكره، وتحورها على ما تحب؟ لكانت العودة إلى الماضى واجبة، ولهرعنا جميعا إليه، نمحو ما ندمنا على فعله، ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه.
أما وذلك مستحيل فخير لنا أن نكرس الجهود لما نستأنف من أيام وليال، ففيها وحدها العوض.
إن المرء ليس متهما فى حرصه على مصلحته، فإذا ضاعت هذه المصلحة لسبب ما، خصوصا تلك التى تتصل بالآجال والأرزاق، فلنجعل من إيماننا بالله وقدره ما يحجزنا عن التعلق بالأوهام والحماقات.
وهذا ما نبه إليه القرآن الكريم بعد (أحد)؟ قال للباكين على القتلى، النادمين على الخروج للميدان: لو بقيتم فى بيوتكم ما طالت لكم حياة ولا امتد أجل:
(لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم).
فعلام هذا النعيب المسحوق؟! إن الطائرة تسقط من الجو بما فيها ومن فيها، فإذا القدر الرائع يتكشف عن جثث محترقة، وعن أطفال ورجال لم يمسسهم سوء!! فلماذا لا نعترف بالقدر الأعلى فيما يقع؟. ونرد عليه ما يغلبنا على أمورنا ليكون من ذلك سلوى ورضا!.
إن " ديل كارنيجى " يلجأ إلى العقل ليصل بنا إلى هذه الغاية فيقول:
(من الممكن أن تحاول تعديل النتائج التى ترتبت على أمر حدث منذ 180 ثانية، أما أن تحاول تغيير الزمن فهذا هو الذى لا يعقل. وليس ثمة إلا طريقة واحدة يمكن

الصفحة 88