كتاب جدد حياتك

(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).
وذكر أنه أنزل الهزيمة والخزى بقوم من الغزاة:
(خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله).
ثم بعد أن وقع عليهم العقاب فتح لهم منافذ الرجاء إلى مستقبل أكرم، ولكن كرامته رهن بتغير قلوبهم، وانتقالها عن خلال البطر والاستعلاء إلى خلال التواضع والمراحمة والعدالة، فقال: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم).
والتربية الإسلامية الأولى أوغلت إلى حد هائل فى دراسة النفوس وأحوالها، والقلوب وأطوارها، مستهدفة فى هذه الدراسة جعل السعادة العظمى تنبع من داخل الإنسان لا من خارجه، ومغرية المرء أن يرتقب فى آفاق نفسه وحدها كواكب اليمن والإقبال والرضوان.
فإذا طلعت ـ بعد طول الرياضة والتجرد وصدق اليمن والإخلاص ـ فهيهات أن يدرك شعاعها أفول.
وعندما يصل السالكون إلى هذا الشأو، يقولون: نحن فى لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف!!.
بيد أن هذه الرياضات النفسية، وما يُنشَدُ منها، أصابها من التطرف والفوضى ما أزرى بنتائجها.
إذ أن متصوفة المسلمين الأول انحصروا فى نطاق تصوراتهم، وغالوا بالنتائج الشخصية التى أحرزوها، وحاولوا أن ينظروا من خلالها إلى حقائق الكون والحياة الطبيعية فضلوا وأضلوا ..
والفرق بين التصوف الإسلامى والتصوف الأمريكى يظهر من ذكر هذه الحكاية التى أثبتها " ديل كارنيجى " للسيدة "مارى بيكر إيدى " مؤسسة ما سماه "العلم المسيحى".

الصفحة 95