كتاب جدد حياتك

هذه السيدة لم تكن تعلم من شئون الحياة إلا الفقر والجوع والمرض، فقد مات زوجها بعد وقت قصير من قرانهما، وهجرها زوجها الثانى هاربا مع امرأة أخرى، ثم وجد بعد ميتا فى منزل حقير.
وكان لها ولد واحد .. لكنها ألفت نفسها مدفوعة بالفاقة والمرض إلى التخلى عنه حين بلغ الرابعة من عمره.
ثم فقدت كل أثر له بعد ذلك، فلم تره مدة واحد وثلاثين عاما.
ولما كانت السيدة " إيدى " عليلة على الدوام فقد انساقت إلى الاهتمام بفكرة "العلاج بقوة العقل ".
وقد وقعت نقطة التحول فى حياتها وهى ببلدة " لين "، فبينما كانت تجوب طرقات البلدة ذات يوم إذ زلت قدمها فسقطت على الإفريز المكسو بالجليد، ثم ذهبت فى إغماء طويل، وأصيبت من جراء سقطتها هذه إصابة بالغة فى عمودها الفقرى، وتوقع لها الأطباء إما الموت العاجل، وإما الشلل التام طول حياتها ..
وبينما المرأة راقدة فى فراش المرض فتحت الكتاب المقدس، وألهمتها العناية الإلهية ـ كما عبرت هى ـ أن تقرأ هذه الكلمات من إنجيل متى: (وإذا مفلوج يقدمونه إليه ـ تعنى عيسى عليه السلام ـ مطروحا على فراش، حينئذ قال للمفلوج: قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك، فنهض وغادر المكان).
قالت " مارى بيكر ": إن هذه الكلمات أمدتها بقوة وإيمان وفورة داخلية، حتى أنها نهضت من الفراش وتمشت فى الغرفة!! ومهدت هذه التجربة الطريق للسيدة المشلولة كى تشفى نفسها وتسوق العافية للآخرين.
قال " ديل كارنيجى " (تلك هى التجربة التى مكنت " مارى بيكر إيدى " من أن تصبح مبشرة بدين جديد، لعله الدين الوحيد الذى بشرت به امرأة!!).
ونحن نميل إلى تصديق هذه الأقصوصة الطريفة، بل نميل إلى تصديق الخوارق التى تحكيها الصحف عن فقراء الهنود، فإن القوى النفسية الطامحة تصنع العجائب.
ولمن شاء أن يهز كتفيه استخفافا، فليس يتعلق بتصديق هذه الروايات إيمان ولا كفران.
غاية ما نلفت النظر إليه أن هذه الحوادث يجب أن تحصر فى النطاق الفردى المحض، فلا يحاول أحد أن يجعل منها قانونا ماديا عاما.

الصفحة 96