كتاب جهود الاستشراق الروسي في مجال السنة والسيرة

العربي إلى الغزو المغولي": "محاولة متواضعة لتطبيق واسع لمناهج علم التاريخ الأوروبي على تاريخ آسيا الوسطى، تلك المناهج التي سبق أن طبقت من قبل على تاريخ آسيا الغربية في مؤلفات دوزي وكريمر وغيرهما" (1) .
من خلال استقراء جهود الاستشراق الروسي الأكاديمي، وعلى الأخص في القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين، يُلحظ عنايته الكبيرة باللغة العربية وآدابها ودراسة النقود الشرقية والمسكوكات، وتتبع المصادر الشرقية التاريخية مما له صلة بروسيا، والعناية المتنامية بالمخطوطات دراسة وتحقيقاً، ولقد كان للصلة المباشرة بالشرق ومصادره أثره الإيجابي في أكاديمية الاستشراق الروسي واستقلالية نتائجه في بعض الدراسات التي قام بها. ولكن من المجالات التي لا نجد للاستشراق الروسي الأكاديمي فيها جهوداً مثل جهوده السابق ذكرها، مجال الدراسات ذات الصلة بالشريعة الإسلامية ومصادرها؛ ولذا نجد رؤيته فيها عند تناولها متأثرة بشكل واضح بنمطية الاستشراق الأوروبي في هذا المجال. ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أنه قد تنامى في العقدين الأخيرين الاهتمام في مجال الدراسات الإسلامية، وظهر عدد من الأعمال العلمية المتخصصة، التي تستحق الاهتمام والدراسة.
__________
(1) تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي، بارتولد، ص752.

الصفحة 12