كتاب جهود الاستشراق الروسي في مجال السنة والسيرة

لا يخلو مركز من مراكز المخطوطات الأساسية في روسيا من وجود للمخطوطات الحديثية فيه، وقد حظيت مدينة سان بطرسبرج بأهم مراكز حفظ المخطوطات؛ فمنذ أن كانت عاصمة لروسيا القيصرية كانت مأرزاً للمخطوطات، تأتيها من جميع الجهات، وقد نشأت في العهد السوفيتي مراكز أخرى في جمهورياته كان لها دور في حفظ المخطوطات واقتنائها، بما في ذلك المناطق الإسلامية في روسيا الفدرالية، وبالأخص في قازان وداغستان.
أشار د. أنس خالدوف المستعرب الروسي المختص في المخطوطات وفهرستها، والمشرف على "فهرس المخطوطات العربية في معهد الاستشراق" المطبوع في مجلدين، وناشر عدد من الدراسات والأبحاث في مجال المخطوطات العربية، في دراسته المعنونة بـ"المخطوطات العربية ودراستها في الاتحاد السوفيتي" إلى المرحلة المبكرة للعناية العلمية بجمع المخطوطات، والمؤسسات المعنيّة بذلك، والدور الأساس للمتحف الآسيوي الذي تحوَّل إلى معهد الاسشراق في العهد السوفيتي.
يقول أنس خالدوف في استعراضه: "تعزى المرحلة المبكرة لجمع المخطوطات العربية ودراستها لأغراض علمية في روسيا إلى القرن التاسع عشر، وهي ترتبط في المقام الأول بنشاط أربع مؤسسات في بطرسبرج هي: المتحف الآسيوي لأكاديمية العلوم، والمكتبة العامة، والقسم الدراسي بوزارة الخارجية، وكلية اللغات الشرقية بجامعة بطرسبرج. وكان يصب في هذه المؤسسات الأربع معظم المخطوطات التي جمعها المستشرقون

الصفحة 35