كتاب غياث الأمم في التياث الظلم - دار الدعوة

فصل
ذهبت طوائف من الإمامة إلى أن الإمام يجب أن يكون معصوما ومنصب الإمامية يقتضي العصمة كالنبوة
والقول في العصمة وتقسيمها وتفصيلها وتحصيلها يطول ولو ذهبنا نصف معناها لملأنا في مغزاها أوراقا والإمامة كثيرة التفنن عظيمة الشعب فتارة يرتبط الكلام فيها بقواعد العقائد وطورا يتعلق بأحكام الأخبار في انقسامها وتارة يناط بالشريعة وأحكامها فلو التزم الخائض في الإمامة تقرير كل ما يجري في إدراج الكلام لطال المدى ولغمض مدرك مقصود الكتاب فالمقدار المتعلق بمقصدنا الآن إن الإمام لا يجب عصمته عن الزلل والخطل ثم سيأتي باب معقود في الإمام إذا قارف ذنبا واحتقب وزرا والقول المقنع في ذلك إن الإمامية لم يروا للإمامة مستندا فير نص الرسول صلى الله عليه وسلم وزعموا أن الإثني عشر إماما نص عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونص بعضهم على بعض وعمر الدنيا منقرض بانقراضهم وآخرهم المهدي ويفتدي به عيسى بن مريم
____________________

الصفحة 70