كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)

د- وأطعموا نخيل خيبر.
هـ- وبلغ الهدى محله «1».
ولما رجع صلّى الله عليه وآله وسلّم «2» من الحديبية بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: ما هذا بفتح! لقد صدّونا عن البيت، وصدّ «3» هدينا «4». فقال «5» النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح «6»، ويسألوكم القضية «7»، ويرغبوا إليكم في الأمان، وقد رأوا منكم ما كرهوا» «8».
وقيل: نزلت على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم (انا فتحنا لك) مرجعه من الحديبية «9». حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي «10» - رحمه الله- نبا «11» عبد الملك بن أبي القاسم
__________
السرور، وقد يطلق الفرح على البطر كقوله تعالى لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ القصص:
(76) انظر، اللسان 2/ 542، ومختار الصحاح 495.
والذي يظهر لي- والله أعلم- أن تعبير السخاوي ب (سر) أدق من (فرح) من حيث المعنى.
(1) قال الطبري: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي ... وذكره 26/ 71 وراجع القرطبي 16/ 260، وقال ابن حجر في الفتح: 7/ 442 وروى سعيد بن منصور بسند صحيح عن الشعبي ... وذكره.
وأنظر الدر المنثور: 7/ 509، والفتوحات الإلهية 4/ 106.
(2) في د، ظ: ولما رجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(3) في د، ظ: وضل هدينا.
(4) ذكره القرطبي في تفسيره 16/ 260، وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/ 509.
(5) في د، ظ: وقال، وهو خطأ.
(6) راح منك معروفا، وأروح: وجد الفرحة بعد الكرب، اللسان 2/ 459.
(7) يقال: قضى بينهم قضية وقضايا، والقضايا: الأحكام واحدتها قضية، والقضاء: يطلق على الحكم والفصل، وقد وقع ذلك بين النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وبين أهل مكة في الحديبية، أنظر لسان العرب: 15/ 186.
(8) عزاه السيوطي إلى البيهقي عن عروة- رضي الله عنه-. الدر المنثور 7/ 509، وانظر تفسير القرطبي 16/ 260 والفتوحات الإلهية 4/ 156.
(9) أنظر أسباب النزول للواحدي ص 216، وزاد المسير 7/ 418، وتفسير القرطبي 16/ 259، ولباب النقول في أسباب النزول ص 676.
(10) بهاء الدين أبو الفضل محمد بن يوسف الحنفي المقرئ- أحد شيوخ السخاوي- (522 - 599 هـ) شذرات الذهب 4/ 343، ومعرفة القرّاء الكبار 2/ 579، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 291.
(11) في د، ظ: قال: نبا عبد الملك.

الصفحة 112