كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)
يقول: «كنا مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض أسفاره فكلمت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسكت، ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي، فتنحيت فقلت: ثكلتك «1» أمك يا ابن الخطّاب نزرت «2» رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن! فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ «3» فجئت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا ابن الخطّاب لقد أنزل الله «4» عليّ هذه الليلة سورة ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً «5»».
والحديثان صحيحان، ومعنى نزرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لححت عليه، يقال: فلان لا يعطى حتى ينزر، اي يلح عليه «6».
وقال المسور بن مخرمة «7»: نزلت بين مكة والمدينة «8».
__________
راجع: الكنى والأسماء للإمام مسلم: 1/ 200، وصفة الصفوة: 1/ 268 وتاريخ الثقات للعجلي 356، والتقريب: 2/ 54، وقد كتب في سيرته ومناقبه مؤلفات أنظرها في: الأعلام للزركلي: 5/ 45.
(1) الثكل: الموت والهلاك، ويستعمل في فقدان المرأة ولدها، اللسان: 11/ 88، وهي كلمة تقولها العرب للإنكار ولا تريد حقيقتها.
الفتح: 7/ 446، 8/ 583.
(2) نزرت- بفتح النون وبالزاي بعدها راء- بالتخفيف والتثقيل، والتخفيف أشهر، والنزر: الإلحاح في السؤال، وكأنه عليه الصلاة والسلام أدب عمر رضي الله عنه بالسكوت عن جوابه حينما ألحّ عليه.
راجع اللسان 5/ 203، وفتح الباري 7/ 453، وتحفة الأحوذي: 9/ 148.
(3) في الترمذي: يصرخ بي قال فجئت: 9/ 148.
(4) لفظ الجلالة ليس في الترمذي، ولا في بقية النسخ.
(5) أنظر: صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن 6/ 104، باب فضل سورة الفتح، و 5/ 67 كتاب المغازي باب غزوة الحديبية و 6/ 43 كتاب التفسير باب إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، وسنن الترمذي 9/ 147، في التفسير، باب ومن سورة الفتح، والموطأ كتاب الرقائق باب فضل إِنَّا فَتَحْنا لَكَ ... 2/ 433.
(6) راجع كذلك اللسان 5/ 203، والقاموس المحيط: 2/ 146.
(7) المسور بن مخرمة بن نوفل .. الزهري، له ولأبيه صحبة، ت 64 هـ التقريب: 2/ 249، وصفة الصفوة: 1/ 772.
(8) أنظر المستدرك للحاكم 2/ 459 كتاب التفسير، وسيرة ابن هشام: 2/ 320، والدر المنثور:
7/ 507.