كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)

ودخول اللام فيه كدخولها في «الفضل» ودخولها في «الفضل» كدخولها في «العباس» وإنما تدخل في العباس ونحوه لأنّها بمنزلة الصفات الغالبة نحو الصعق «1» كذا قال سيبويه «2» والخليل «3».
وكأنه «4» أراد الذي يعبّس فلهذا المعنى دخلت اللام، ومن لم يرد هذا المعنى قال عباس وحارث «5»، ويدلّ على صحة مذهبهما أنّه «6» لم يدخلوا اللام في ثور وحجر «7» ونحو ذلك مما نقل إلى العلمية، وليس بصفة ولا مصدر «8»، وإنما دخلت اللام فيما نقل
__________
وقال الفراء في معاني القرآن: 3/ 211 «القراءة والقرآن مصدران» وانظر تفسير الطبري 1/ 42، فهو إذا مصدر- نحو الغفران والرجحان مرادف للقراءة، ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسما للكلام المعجز المنزّل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
راجع المفردات للراغب (قرأ) 402 والبرهان 1/ 277، والإتقان 1/ 147 ومناهل العرفان 1/ 14، والمدخل لدراسة القرآن الكريم 17.
(1) صعق الإنسان صعقا وصعقا، فهو صعق: غشي عليه وذهب عقله من صوت يسمعه، وقد يطلق على الموت، ويقال: فلان ابن الصعق والصعق: صفة تقع على كل من أصابه الصعق، ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد علما.
والصعق: هو خويلد الكلابي أحد فرسان العرب، سمّي بذلك لأنّه أصابته صاعقة. اللسان (صعق) وراجع الكتاب لسيبويه 2/ 100.
(2) عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب ب «سيبويه» - وهي بالفارسية: رائحة التفاح- أبو بشر، إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو، توفي سنة 180 هـ وقيل غير ذلك.
وفيات الأعيان 3/ 463، وبغية الوعاة 366، والبداية والنهاية 11/ 74 والأعلام 5/ 81.
(3) الخليل بن أحمد بن عمرو الفراهيدي، أبو عبد الرحمن، من أئمة الأدب ولد ومات بالبصرة (100 - 170 هـ). وفيات الأعيان 2/ 244، وبغية الوعاة في طبقات النحاة 243، والأعلام للزركلي 2/ 314.
(4) أي كأن الذي قال بهذا أراد كذا ... سواء كان سيبويه أو الخليل أو غيرهما. والله أعلم.
(5) راجع الكتاب لسيبويه 2/ 101.
(6) في د، ظ: أنهم، ويظهر أنها أليق بالسياق.
(7) قال ابن سيدة: وقد سموا حجرا- بضم فسكون- وحجرا- بفتح فسكون-.
وقال الجوهري: حجر- بفتحتين- اسم رجل، ومنه أوس بن حجر الشاعر، وحجر- بضم فسكون- اسم رجل وهو حجر الكندي .. وحجر ابن عدي، ويجوز: حجر مثل عسر وعسر- بسكون السين الأولى وضم الثانية .. ) راجع اللسان (حجر) 4/ 171.
(8) قال ابن مالك:
وبعض الأعلام عليه دخلا ... للمسح ما قد كان عنه نقلا
كالفضل والحارث والنعمان ... فذكر ذا وحذفه سيان. اه
انظر شرح ابن عقيل للبيتين 1/ 183، وهو نحو كلام السخاوي.

الصفحة 162