كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)

أقوى وأقفر «1» فإن يجوز فيما يختص «2» به إحدى الكلمتين بمعنى ليس للأخرى أولى «3» اه.
وعن «4» ابن عباس قال «5»: «كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا ألقى إليه جبريل- عليهما السلام- القرآن يعجل لحرصه وخوفه أن ينساه، فيساوقه «6» في قراءته ويحرّك شفتيه، وحرّك ابن عباس شفتيه.
فقيل له: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ [القيامة: 16، 17] لك وقرآنه «7» ووزن (قرآن) فعلان، وحقه ان لا ينصرف للعلمية والزيادة «8».
__________
(1) قال ابن منظور: القفر والقفرة: الخلاء من الأرض، وجمعه قفار وقفور ويقال: أرض قفر، ومفازة قفر وقفرة ايضا: وأقفر الرجل: صار إلى القفر انظر: اللسان 5/ 110 (قفر).
قال عنترة بن شداد:
حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
انظر المعلّقات السبع ص 163 وهو صدر بيت في ديوان النابغة ص 32 وقول المؤلف: نحو أقوى وأقفر هو إشارة إلى قوله تعالى وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ الواقعة 73.
قال الراغب: 419 وسمّيت المفازة قواء، وأقوى الرجل صار في قواء أي قفر. اه وراجع إعراب القرآن للنحاس 3/ 341، والكشاف 4/ 58 والجامع لأحكام القرآن 1/ 399.
يقول الفراء في معاني القرآن: 1/ 37، وإنّ العرب تجمع بين الحرفين وإنّهما لواحد إذا اختلف لفظاهما ... كقولهم: بعدا وسحقا والبعد والسحق واحد. اه.
باختصار. وراجع تفسير ابن كثير 1/ 91 - 92 عند قوله تعالى: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ البقرة 53، وكتابي مشكل القرآن وغريبه لابن قتيبة 1/ 162.
(2) في د، ظق: فيما يختص فيه، وفي (ظ) يخص فيه.
(3) انظر المسائل الحلبيات ص 293. وراجع في هذه المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات ص 533 لأبي على الفارسي. والبرهان 1/ 277.
(4) الواو ليست في د، ظ.
(5) (قال) ليست في بقية النسخ.
(6) قال صاحب القاموس 3/ 256، تساوقت الإبل: تتابعت وتقاودت. وانظر المصباح المنير 296، واللسان (سوق).
(7) أصل الحديث في صحيح البخاري 6/ 76 كتاب التفسير باب سورة القيامة وفي سنن الترمذي 9/ 248 أبواب التفسير باب ومن سورة القيامة وفي سنن النسائي 2/ 149 كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن إلّا لفظة (فيساوقه) فلم أجدها بنصها ضمن الأحاديث التي رجعت إليها.
(8) وإلى هذا أشار ابن مالك بقوله: عند كلامه على الاسم الذي لا ينصرف:
كذاك حاوي زائدي فعلانا ... كعطفان وكأصبهانا

الصفحة 164