كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)
وقوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ: يبطل هذا التأويل «1» ولكن يجوز في الآيتين جميعا أن يريد بالفرقان: البرهان الذي فرّق بين الحق والباطل، نحو انقلاب العصا وخروج اليد بيضاء من غير سوء، وغير ذلك من الآيات أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام «2».
وقيل (الفرقان): انفراق البحر «3»، ورد أبو علي على هذا القول لأن (الفرقان) قد استعمل في هذه الآيات في معان لا في أعيان ولأن مصدر فرقت قد جاء في القرآن (فرقا) «4» ولم يجيء (فرقانا) «5».
قال «6»: وإن كان بعض أمثلة «7» المصادر قد جاء على مثال (فعلان) «8» اه.
قال أبو عبيدة: «سمّي فرقانا لأنه فرّق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر» «9».
وقال أبو عبيدة «10»: (الفرقان) عند النحويين: مصدر فرقت بين الشيء- أفرق فرقا وفرقانا «11» «12».
__________
(1) وكذا رده النحاس في إعراب القرآن 1/ 175.
(2) راجع تفسير الطبري 1/ 44، والزمخشري 1/ 281، وأبي حيان 1/ 202 والآلوسي 1/ 259.
(3) انظر: زاد المسير 1/ 81، وتفسير القرطبي 1/ 399، والكشاف: 1/ 281 يقول أبو حيان 1/ 202 «وضعف هذا القول بسبق ذكر فرق البحر في قوله (وإذ فرقنا) [البقرة: 50] وبذكر ترجية الهداية عقيب الفرقان، ولا يليق إلّا بالكتاب» اه.
(4) كما في قوله تعالى فَالْفارِقاتِ فَرْقاً [المرسلات: 4].
(5) وهذا على أن أبا علي الفارسي يرى أن (فرقانا) صفة كما مر.
(6) ساقط من د، ظ والقائل هو أبو علي.
(7) في د، ظ: أمثلة من المصادر.
(8) انظر المسائل الحلبيات ص 302.
(9) مجاز القرآن 1/ 3، 18، وانظر البرهان 1/ 280.
(10) هكذا في الأصل «أبو عبيدة» وفي بقية النسخ: «أبو عبيد» ويظهر من السياق أن هذا هو الصواب.
وهو القاسم بن سلام الهروي، أبو عبيد الخراساني البغدادي من كبار العلماء في الحديث والأدب والفقه (157 - 224 هـ).
معرفة القراء الكبار 1/ 170، وصفة الصفوة 4/ 130، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 37 والاعلام 5/ 176.
(11) من قوله: وقال أبو عبيد ... إلى هنا سقط من المطبوع.
(12) انظر نحوه في تفسير الطبري 9/ 226 وأبي حيان 4/ 487.