كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)
وعن ابن عباس (الفرقان): المخرج «1»، قال الله عزّ وجلّ: .. إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً «2» أي بيانا ومخرجا من الشبهة والضلال «3».
وأنشدوا لمزرد «4»:
بادر الليل أن يبيت فلما أظلم الليل لم يجد فرقانا «5»
3 - ومن أسمائه: الكتاب:
سمّي بذلك لأن الكتب: الجمع، يقال: كتب إذا جمع الحروف بعضها إلى بعض، وتكتب بنو فلان: أي اجتمعوا «6»، فسمّي بذلك لما اجتمع فيه من المعاني،
__________
(1) وكذا قال مجاهد وعكرمة والضحاك والسدي وابن قتيبة ومالك- فيما روي عن ابن وهب وابن القاسم وأشهب. انظر البحر المحيط 4/ 486.
(2) الأنفال: (29). وأولها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ ...
(3) انظر تفسير الطبري 9/ 225، وابن كثير 2/ 301.
وقد سرد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء البيان 2/ 349 الأقوال التي قيلت في معنى الفرقان- نقلا عن ابن كثير- ثم قال: «لكن الذي يدل عليه القرآن واللغة على صحته في تفسير الآية المذكورة هو قول ابن إسحاق (فرقانا) أي فصلا بين الحق والباطل».
قال: «لأن الفرقان: مصدر، زيدت فيه الألف والنون وأريد به الوصف أي الفارق بين الحق والباطل ... » ثم ذكر الآيات الدّالة على ذلك. وهذا القول الذي اختاره الشنقيطي سبقه إليه ابن كثير حيث قال: «إنّه أعم من القول بأن معناه: المخرج أو النجاة أو النصر، فهو يستلزم ذلك كله» اه. المصدر السابق.
(4) هو مزرد بن ضرار بن حرملة بن سنان الغطفاني، فارس شاعر، جاهلي أدرك الإسلام في كبره وأسلم، كان هجاء في الجاهلية، توفي سنة (10 هـ) ويقال: إن اسمه يزيد، و (مزرد) كمحدث لقب له.
انظر ترجمته في: الإصابة 9/ 175 رقم 7913 والشعر والشعراء 199 والأعلام 7/ 211 وراجع اللسان مادة (زرد) 3/ 194، والقاموس 1/ 308.
(5) في تفسير أبي حيان 4/ 486 «وقال مزرد بن ضرار:
بادر الأفق أن يغيب فلما ... ....... إلخ
وانظر المحرر الوجيز لابن عطية 8/ 47، والدر المصون للسمين 5/ 595.
(6) انظر المفردات للراغب (كتب) 423 وتفسير القرطبي 1/ 158 والخازن 1/ 23، والبرهان 1/ 276، والإتقان 1/ 146، والفتوحات الإلهية 1/ 11.
ويطلق الكتاب على عدة وجوه منها:
القرآن، ومنها الفرض، ومنها الحجة والبرهان، ومنها الأجل انظر تفسير الفخر الرازي 2/ 14، وراجع المفردات للراغب فقد ساق المعاني والآيات الكثيرة التي تدل عليها مادة كتب فلتنظر 423 - :