كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 1)

(الكتاب) المسمّى به (التنزيل) أنه يراد به المكتوب: أرجح عندي من قول من قال: إنّه سمّي «1» بذلك لما فرض فيه وأوجب العمل به.
قال: ألا ترى أنّ جميع التنزيل مكتوب وليس كله مفروضا.
قال: وإذا كان كذلك كان العامل «2» الشامل لجميع المسمّى أولى مما كان بخلاف هذا الوصف «3» اه.
وهذا الذي رجحه أبو علي ليس براجح، لأن قولهم: هذا الدرهم ضرب الأمير قد علم المراد منه.
وأن الضرب الذي هو الغرض الذي قد انقضى وذهب: لا يصح أن يكون موجودا ومشارا إليه.
فتعين أن المراد بالضرب المضروب، وليس كذلك (الكتاب) لأنه اسم منقول «4» من المصدر كفضل، وإنما سمّي (القرآن) به «5» لأن معنى كتب الشيء: جمعه وضمّ بعضه إلى بعض وكذلك (القرآن).
وقول من قال: إنما سمّي كتابا لأنه يقال: كتب الله كذا بمعنى أوجبه وفرضه كقوله عزّ وجلّ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ .. «6» فسمّي (القرآن) كتابا لما فيه من الواجبات التي كتبها: أرجح من قول أبي علي، لأن الشيء «7» يسمّى ببعض ما فيه.
ثم إن قول أبي علي يوهم أن ليس الأصح هذا القول وقوله «8».
__________
وصدقته 2/ 142، وانظر: فتح الباري 5/ 234.
ورواه مسلم في كتاب الهبات باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة بعد القبض 11/ 64، وأبو داود 3/ 808 كتاب البيوع باب الرجوع في الهبة والترمذي 4/ 522 كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية الرجوع في الهبة.
(1) في ظ: يسمى.
(2) في المسائل الحلبيات: كان العام الشامل.
(3) انظر المسائل الحلبيات بنحوه 303 - 305.
(4) في د، ظ: رسمت الكلمة هكذا (مفعول).
(5) في د، ظ: وإنما سمّي القرآن كتابا لأن .. الخ.
(6) النساء (66) .. أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ...
(7) حرفت في د، ظ: إلى (لأن المسمّى يسمّى).
(8) هكذا هي في الأصل. وفي بقية النسخ: أن ليس إلّا هذا القول ... وهي واضحة، أما عبارة الأصل فهي قلقة.

الصفحة 175