كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 2)
قال الرازي «1»: ومذهب أبي حنيفة يقتضي عندي ما قال داود «2» وكذلك قال مالك رضي الله عنه، إلّا أنه قال: إن الله عزّ وجلّ لم ينزلها في شيء من كتابه إلّا في وسط سورة النمل، ولا تقرأ في الفاتحة في الفريضة سرا ولا جهرا «3».
وقال بجميع ذلك من قوله الأوزاعي «4» «5» وابن جرير «6» الطبري «7»، وعدوا كلهم «8» أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ آية.
وحجة من عدها آية «9» ما روى الليث بن سعد- رحمه الله- (قال) «10»: حدّثني
__________
سواء ... اه نيل الأوطار (2/ 201) وقد عزا هذا القول إلى ابن أبي ليلى: ابن عبد البر في التمهيد (2/ 231).
(1) أحمد بن علي الرازي، أبو بكر الجصاص فاضل من أهل الري، سكن بغداد ومات فيها، انتهت إليه رئاسة الحنفية، له مصنفات منها: «أحكام القرآن» (305 - 370 هـ).
تاريخ بغداد (4/ 314) وطبقات المفسرين للداودي (1/ 56) والأعلام (1/ 171).
(2) انظر نحوه في أحكام القرآن للرازي (1/ 12، 13).
(3) راجع الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 96) والتمهيد لابن عبد البر (2/ 231).
(4) عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي- نسبة إلى الأوزاع قرية بدمشق خارج باب الفراديس- أبو عمرو، الفقيه، ثقة جليل، من السابعة، مات سنة 157 هـ. التقريب (1/ 493) وتاريخ الثقات (296) ومشاهير علماء الأمصار (180).
قال الزيلعي: والأوزاعي إمام أهل الشام ومذهبه في ذلك مذهب مالك لا يقرأها سرا ولا جهرا اه نصب الراية (1/ 354).
(5) ذكر هذا عن الأوزاعي وغيره: ابن المنذر. انظر المغنى لابن قدامة (1/ 478).
(6) محمد بن جرير بن زيد الطبري أبو جعفر، الإمام الجليل المفسر صاحب التصانيف المشهورة، استوطن بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، وكان قد رحل في طلب الحديث وسمع بالعراق والشام ومصر من خلق كثير، وحدث بأكثر مصنفاته (224 - 310 هـ).
راجع ترجمته في طبقات المفسرين (2/ 110) والميزان (3/ 498) وتاريخ بغداد (2/ 162) ومعرفة القراء الكبار (1/ 264) والبداية والنهاية (11/ 156).
(7) عزا هذا القول إلى مالك والطبري: ابن عبد البر في التمهيد (2/ 231).
(8) الظاهر أن الضمير يرجع إلى الذين تقدم ذكرهم وأنهم لم يثبتوا البسملة في أول الفاتحة كالإمام مالك وبعض أصحاب أبي حنيفة وداود الظاهري والأوزاعي والطبري، فالآية السابعة عندهم ما ذكره المصنف والله أعلم.
(9) بوّب الإمام الداني في كتابه البيان في عد آي القرآن لهذا بقوله: باب ذكر من رأى التسمية في أوائل السور آية، وساق الآثار بأسانيدها في ذلك- وستأتي معظمها إن شاء الله- (16/ أ) ميكروفيلم.
(10) في بقية النسخ: قال: حدثني ... الخ.