كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 2)

عباية «1» قال «2»: حدّثني ابن «3» عبد الله بن مغفل «4» عن أبيه، قال: سمعني «5» وأنا أقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فقال: يا بني، إيّاك والحدث، فإني صلّيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومع أبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرؤها، فإذا قرأت، فقل: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اه «6».
وقيس بن عباية الحنفي أبو نعامة ثقة عند أهل الحديث، إلّا أنه لم يرو هذا الحديث عن ابن عبد الله بن مغفل سواه، فابن عبد الله بن مغفل مجهول، لأن المجهول عندهم من
لم يرو عنه إلّا رجل واحد «7» والمجهول لا تقوم به حجة «8».
__________
(1) قيس بن عباية- بفتح العين المهملة والباء الموحدة- الحنفي، أبو نعامة، ثقة من الثالثة، مات بعد سنة عشر ومائة.
التقريب (2/ 129) وكنى مسلم (2/ 848).
قال الذهبي: صدوق، تكلم فيه بلا حجة ووثقه ابن معين اه الميزان (3/ 397).
(2) في بقية النسخ قال: حدثني.
(3) اسمه- كما في التقريب: يزيد بن عبد الله بن مغفل المزني (2/ 516) والجرح والتعديل (9/ 324).
قال الذهبي: ابن عبد الله بن مغفل في أن الجهر محدث وعنه أبو نعامة اه الميزان (4/ 593).
(4) مغفل- بضم الميم وفتح الغين المعجمة والفاء- هكذا ضبطه النووي في التبيان الباب العاشر (ص 120).
(5) في سنن الترمذي: سمعني أبي ... الخ.
(6) رواه الترمذي في باب ما جاء في ترك الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (2/ 53) والنسائي (2/ 135) وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الصلاة باب من كان لا يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (1/ 410) وعبد الرزاق في المصنف باب قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (2/ 88).
قال الترمذي: حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد واسحاق، لا يرون أن يجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*.
قالوا: ويقولها في نفسه اه كلام الترمذي. وراجع نيل الأوطار للشوكاني فقد استوفى هذه المسألة وبسط أدلتها (2/ 199) فما بعدها.
(7) المجهول: نوعان: الأول مجهول العين، وهو من لم يرو عنه إلا واحد وحكم روايته الرد إلا أن يوثق، ولو وثقه الراوي عنه إذا كان من أهل الجرح والتعديل.
النوع الثاني: مجهول الحال ويسمى المستور، وهو من روى عنه أكثر من واحد من غير توثيق، وحكم روايته التوقف حتى تتبين حاله اه من أطيب المنح في علم المصطلح (ص 42)، وانظر نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ص 24).
(8) يقول الزيلعي: بعد نقل كلام الترمذي السالف الذكر.

الصفحة 508