كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 2)
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا، يقول العبد «1»: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يقول الله: حمدني عبدي، يقول العبد: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول الله: أثنى عليّ عبدي، يقول العبد: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يقول الله تعالى: مجّدني عبدي، يقول العبد: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، ويقول العبد: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فهؤلاء «2» لعبدي ولعبدي ما سأل» «3» اه.
وليس لهم حديث في سقوط بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من أول الفاتحة أقوى من هذا الحديث «4» لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا، يقول العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
__________
على مسلم (4/ 103)، وراجع نيل الأوطار (2/ 207).
(1) في حاشية ظ: كتب بخط مغاير: ذكر آدم بن أبي إياس عن ابن سمعان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل ... وذكر باقي الحديث، ثم قال: ذكره الحاكم النيسابوري في علوم الحديث، والله الموفق اه ورقة (57/ أ).
(2) هي هكذا في الموطأ بالجمع، وفي صحيح مسلم: قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
يقول النووي وفي هذه الرواية دليل على أن (اهدنا) وما بعده إلى آخر السورة ثلاث آيات لا آيتان، وفي المسألة خلاف ... الخ شرح مسلم (4/ 104).
(3) هذا الحديث رواه الإمام مالك بالإسناد المذكور، وهو بهذا النص الذي ذكره المصنف مركب من ثلاثة أحاديث:
أ- الأول إلى قوله: غير تمام، رواه في الموطأ كتاب الصلاة باب تجب قراءة الفاتحة في كل ركعة (1/ 143).
ب- والثاني من قوله: قال: قلت: يا أبا هريرة ... إلى (ولعبدي ما سأل) الأولى، رواه في كتاب الصلاة باب: اختلف السلف في القراءة خلف الإمام على أقوال ... الخ (1/ 145).
ج- والثالث يبدأ من قوله: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقرءوا، يقول العبد ... الخ هذا رواه كذلك في الموطأ كتاب الرقائق، باب فضل سورة الفاتحة (2/ 431).
وهذه الأحاديث في صحيح مسلم بألفاظ متقاربة، إلا أنه ليس فيه تعيين القائل لأبي هريرة: إني أحيانا أكون وراء الإمام ... الخ، وإنما فيه: فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام ... الخ كتاب الصلاة باب قراءة الفاتحة في كل ركعة (4/ 101).
وقد جاء تعيينه في الروايات الأخرى أنه أبو السائب.
انظر نيل الأوطار (2/ 207) والحديث رواه كذلك النسائي في سننه كتاب الافتتاح (2/ 135).
(4) قال النووي: واحتج القائلون بأن البسملة ليست من الفاتحة بهذا الحديث، وهو من أوضح ما احتجوا به، قالوا: لأنها سبع آيات بالإجماع، فثلاث في أولها ثناء، أولها الْحَمْدُ لِلَّهِ* وثلاث دعاء، أولها اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ والسابعة متوسطة وهي إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.