كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ت عبد الحق (اسم الجزء: 2)
زعموا أن قوله عزّ وجلّ: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ «1» نسخ منها المعنى بآية السيف «2» وهو غير صحيح.
وليس في باقي القرآن نسخ باتفاق، إلّا ما ذكروه في سورة (العصر) في قوله عزّ وجلّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ «3» قالوا: هو منسوخ بالاستثناء بعده «4».
وقالوا في قوله «5» قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ: نسخ منها لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ «6» بآية السيف «7» ولا يصح.
__________
شغلك فانصب في قيام الليل، وهو أمر حتم، ثم نسخ بما نسخ به قيام الليل في (المزمل). وقد فسرت الآية بتفسيرات أخرى مروية عن ابن مسعود أيضا وقتادة ومجاهد والحسن البصري تؤيد أحكامها.
انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (ص 296) والإيضاح (ص 446) وراجع النسخ في القرآن (2/ 775).
(1) التين: (8).
(2) قاله ابن حزم (ص 66) وابن سلامة (ص 329) وابن البارزي (ص 58) والفيروزآبادى (1/ 527) والكرمي (ص 225) وقد رد ابن الجوزي على القائلين بالنسخ بقوله: زعم بعضهم أنه نسخ معناها بآية السيف، لأنه ظن أن معناها: دعهم وخل عنهم، وليس الأمر كما ظن، فلا وجه للنسخ اه نواسخ القرآن (ص 508) وكذلك رفض السيوطي دعوى النسخ هنا وفنده، حيث أورد هذه الآية المدعي عليها النسخ كمثال من الأمثلة التي أوردها المكثرون من ذكر الآيات المنسوخة، وأن هذه الآية من القسم الذي ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص، ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه.
انظر الإتقان (3/ 63).
(3) الآية الثانية من سورة العصر.
(4) قاله ابن حزم في الناسخ والمنسوخ (ص 67) وابن سلامة كذلك (ص 332) وابن البارزي في ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه (ص 58) وحكى فيها الفيروزآبادى القولين النسخ والإحكام. انظر بصائر ذوي التمييز (1/ 542). أما الكرمي فحكى القولين أيضا، ولكن لم يرتض القول بالنسخ، قال:
لأن فيه ما فيه. انظر قلائد المرجان (ص 225).
قلت والذي فيه أنه استثناء، وقد سبق للمصنف الرد على مثل هذا الادّعاء وتفنيده. انظر على سبيل المثال رده على دعوى النسخ في قوله تعالى وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ (الآية 229) من سورة البقرة (ص 625).
والموضع (الثلاثون) من سورة النساء (ص 680) وآخر الفرقان (ص 116) وآخر الشعراء (ص 781).
(5) هكذا في الأصل، وفي بقية النسخ: وقالوا في قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وهو الصحيح.
(6) الكافرون: (6).
(7) قاله ابن حزم الأنصاري (ص 48) وابن سلامة (ص 337) وابن البارزي (ص 58) والفيروزآبادي