كتاب غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة

ولبعضهم:
لا تركنن إلى ذي منظر حسن ... فرب رائقة قد ساء مخبرها
ما كل أصفر دينار لصفرته ... صفر العقارب أرداها وأنكرها

فأما الظاهرة؛ فتختص بالعين والسمع واللسان واليدين والرجلين:
فآداب العين: أن ينظر إلى إخوانه نظرة مودة ومحبة يعرفها منه هو ومن حضر المجلس.
وآداب السمع: أن يستمع إلى حديث صاحبه سماع مشته لما سمعه، متلذذ به.
وآداب اللسان: أن يكلم إخوانه بما يحبون وفي وقت نشاطهم، وأن يبذل
النصيحة لهم، ويدلهم على ما فيه صلاحهم، ويسقط من كلامه ما يعلم أن أخاه يكرهه من حديث أو لفظ _ أو غيره _، وأن لا يرفع عليه صوته، ولا يخاطبه بما لا يفهم، ويكلمه بمقدار فهمه وعلمه.
وآداب اليدين: أن يكونا مبسوطتين لإخوانه بالبر والمعونة.
وآداب الرجلين: أن يماشي إخوانه على حد التبع، وأن لا يتقدمهم.

الصفحة 109