كتاب زهر الفردوس = الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس (اسم الجزء: 5)

١٧٤٥ - (٣) قال أخبرنا أبي، أخبرنا ابن مَنْدَة (¬١)، حدثنا
---------------
= "الأذكار"، وحسّنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"، والألباني في "صحيح أبي داود"، (ح ٨٧٣)؛ ثمّ تعقّب الحافظ ابن حجر كلام الإمام النووي قائلًا: "وقول الشيخ -يعني الإمامَ النوويَّ-: "هذا حديث صحيح، رواه أبو داود، والنسائي في سننهما والترمذي في الشمائل بأسانيد صحيحة"، فيه نظر من وجهين:
أحدهما - الحكم بالصحة، فإن عاصم بن حميد ليس من رجال الصحيح، وهو صدوق مقلٌّ.
والثاني - أنه ليس له في هذه الكتب الثلاثة طريق إلّا هذه، فمداره عندهم على معاوية بن صالح بالسند المذكور، فليس ثَمَّ أسانيد صحيحة، بل ولا دونها.
ومعاوية بن صالح -وإن كان من رجال مسلم- مختلفٌ فيه، فغاية ما يوصف به أن يُعدَّ ما ينفرد به حسنًا، وتعدّدُ الطرق إليه لا يستلزم مع تفرّده تعدّدَ الأسانيد للحديث بغير تقييد به، والعلم عند اللَّه. انتهى كلامه (رحمه اللَّه تعالى). انظر: "الأذكار"، للنووي، مع "نتائج الأفكار"، لابن حجر (٣/ ٧٢ - ٧٥).
والصواب أنّه حديثٌ حسنٌ كما قال الحافظ ابن حجر، والعلّامة الألباني. واللَّه تعالى أعلم.
(¬١) عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَة، أبو عمرو العبدي الأصبهاني: أثنى عليه السمعاني، وابن الجوزي، وابن الأثير، والذهبي، وابن كَثِير. ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وتوفي سنة خمس وسبعين وأربعمائة. انظر: "المنتظم"، (٩/ ٥، رقم ٢)، "الكامل في التاريخ"، =

الصفحة 17