كتاب جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر "عرض ونقد"

ورغم ذلك: لا يعتقد أكثر النصارى أن هناك إنجيلاً مكتوباً بيدي النبى عيسى عليه السلام أو مدوناً في عهده؛ بل غاية ما يعتقدون أنه كان يقرأ التوراة وسائر كتب الأنبياء ويفسرها تفسيراتٍ غريبةٍ، مليئة بالمواعظ والحكم والأمثال النادرة ... ومن الغريب أن يعتقد النصارى بوجود كتب للأنبياء قبل عيسى عليه السلام ثم وجود أناجيل لتلاميذه ولا يعتقدون بوجود كتاب له يهتدي به أتباعه وهو عندهم فوق جميع الأنبياء (¬1).
(فالإِسلام يقرر أن لسيدنا عيسى عليه السلام إنجيلاً منزلاً عليه، وشهد شاهد من علماء النصارى أن هناك إنجيلاً أصلياً لهذه الأناجيل الحاضرة وإنما فقدوه أيام الاضطهاد الأول للمسيحية وإلى ذلك يشير مرقس بقوله: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا (¬2) بالإنجيل للخليقة كلها (¬3) ") (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: تاريخ الدعوة إلىِ الله بين الأمس واليوم أ. / آدم عبد الله الألورى ص 99، 100 مكتبة وهبة بالقاهرة ط 2/ 1399 هـ /1979م.
(¬2) هذه الكلمة مأخوذة من: كرز كرزا: وعظ ونادى ببشارة الإنجيل (سريانية) والكرازة: الوعظ بالحقائق المسيحية (المنجد في اللغة والأعلام صـ680 ط / دار المشرق، بيروت، ط 25، 1973م).
(¬3) الإصحاح: (16/ 15) - ظهوره للتلاميذ.
(¬4) تاريخ الدعوة إلى الله / الألوري ص 100 مرجع سابق.

الصفحة 30