كتاب جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر "عرض ونقد"

وسهل على العلماء كشف الزيف والباطل في كتبهم وتمكنوا من إثبات كذبهم وافتراءاتهم على الله عز وجل وعلى الأنبياء وغير ذلك من أمور. وفي الصفحات التالية أعرض كل سفر على حدة مبينًا المواطن إلى وقف أمامها العلماء وقفات نقدية تثبت عدم صحة نسبتها إلى موسى عليه السلام.
فيقول د / السقا: (إن التوراة المتداولة مع اليهود والنصارى ليست هى التى تركها موسى عليه السلام بل هى قد كتبت بعد عصر الملوك، بعد استيلاء بنى إسرائيل على أرض "كنعان (¬1) واتخاذهم أورشليم (¬2) عاصمة للمملكة" (¬3).

وقد ساق العلامة الهندي ستة وعشرين دليلا تؤكد أن هذه الأسفار الخمسة- ليست من تصنيف موسى عليه السلام ووافقه في معظم هذه الأدلة د/ السقا (¬4) وزاد عليها أدلة أخرى وربما يضيف بعدًا نقدجديدًا زيادة على ما ذكره العلامة الهندي في بعض الأدلة، إلا أنه يؤخذ عليه المحاكاة والتقليد لكثير من القضايا إلى طرقها العلامة الهندي، وأذكر هنا أبرز الأدلة إلى ذكرها كل من العلامة الهندي، د/ السقا.
¬__________
(¬1) هى: الأرض إلى سكنتها ذرية كنعان، وقد استولي عليها العبرانيون فيما بعد وكانت حدودها الأصلية مدخل حماة إلى الشمال وبادية سوريا والعرب إلى الشرق وبادية العرب إلى الجنوب وساحل البحر المتوسط إلى الغرب وبعد أن افتتحها العبرانيون أطلق عليها اسم " أرض إسرائيل والأرض المقدسة وأرض الموعد وأما اسم فلسطين كان يطلق في الأصل على الساحل الذي يقطنه الفلسطينيون (قاموس الكتاب المقدس ص 789)
(¬2) هى: عاصمة يهوذا وفلسطين السياسية لزمن طويل كما أنها مدينة مقدسة عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، معناها أساس السلام وتسمي بيت المقدس، والقدس الشريف (قاموس الكتاب المقدس ص 129 - 135).
(¬3) نقد التوراة: د / أحمد حجازي السقا، ص 61 ط مكتبة الكليات الأزهرية 1976م.
(¬4) هو: أحمد حجازي أحمد السقا، ولد في قرية ميت طريف مركز دكرنس بالدقهلية في 23/ 9 /1940 م. حصل على الإبتدائية الازهرية سنه 1958 م، والإعدادية العامة سنه 1960 م والثانوية الأزهرية المعادلة سنه 1963 م من معهد المنصورة والماجستير والدكتوراه من أصول الدين بالقاهرة. (انظر: خاتمة كتاب نقد التوراة، د/السقا).

الصفحة 86