كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 1)

قَالَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ - أَوْ مُزَيْنَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ نَعْمَلُ أَفِي شَيْءٍ قَدْ خَلَا أَوْ مَضَى أَوْ شَيْءٍ يُسْتَأْنَفُ الْآنَ؟ قَالَ: " فِي شَيْءٍ قَدْ خَلَا وَمَضَى "، فَقَالَ رَجُلُ أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ: فِيمَ نَعْمَلُ إِذَنْ؟ قَالَ: " إِنَّ §أَهْلَ الْجَنَّةِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ " رَوَاهُ مُسْلِمُ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ -[115]- قَالَ الْإِمَامُ أَحمد: " وَفِي تَسْمِيَةِ كَلِمَةِ الشَّهَادَةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِسْلَامًا، وَفِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ إِيمَانًا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُمَا اسْمَانِ لِمُسَمًّى وَاحِدٍ إِلَّا أَنَّهُ فَسَّرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْأَيْمَانَ بِمَا هُوَ صَرِيحٌ فِيهِ وَهُوَ التَّصْدِيقُ، وَفَسَّرَ الْإِسْلَامَ بِمَا هُوَ أَمَارَةٌ لَهُ، وَإِنْ كَانَ اسْمُ -[116]- صَرِيحِهِ يَتَنَاوَلُ أَمَارَاتِهِ، وَاسْمُ أَمَارَاتِهِ يَتَنَاوَلُ صَرِيحَهُ، وَهَذَا كَمَا فَصَلَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْإِحْسَانِ، وَإِنْ كَانَ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ إِحْسَانًا وَالْإِحْسَانُ الَّذِي فَسَّرَهُ بِالْإِخْلَاصِ، وَالْيَقِينِ يَكُونُ إِيمَانًا، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ "

الصفحة 114