كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 1)
فِي الْبِحَارِ وَتَفْجِيرِهَا وَتَسْجِيرِهَا، وَمَا يَكُونُ فِي السَّمَاءِ، وَتَشْقِيقِهَا وَطَيِّهَا، وَمَا يَكُونُ فِي الشَّمْسِ مِنْ تَكْويرِهَا، وَفِي الْقَمَرِ مِنْ خَسْفِهِ، وَمَا يَكُونُ فِي النُّجُومِ مِنَ انْكِدَارِهَا وَانْتِثَارِهَا، وَمَا يَكُونُ مِنْ شَغْلِ الْوَالِدَةِ عَنْ وَلَدِهَا وَوَضْعِ الْحَوَامِلِ مَا فِي بُطُونِهَا، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي وَقْتِ هَذَا الْكَوَائِنِ فَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الْأُولَى، وَقَبْلَ الثَّانِيَةِ وَرُوِي ذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّورِ، وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ وَخُرُوجِ النَّاسِ مِنْ قُبُورِهِمْ وَوُقُوفِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْلَهَا يَنْظُرُونَ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَرْعَبُ لِعَرْضِهِمْ، وَأَشَدُّ لِحَالِهِمْ وَعَلَى هَذَا يَدُلُّ سِيَاقُ أَكْثَرِ الْآيَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي هَذِهِ الْكَوَائِنِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَقَدْ ذَكَرْنَا أَحَدَ الْحَدِيثَيْنِ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ آخِرَهُ وَعَلَى مِثْلِ ذَلِكَ يَدُلُّ أَكْثَرُ الْأَحَادِيثِ فَمِنْهَا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَغَيْرُهُ فِي بَعْثِ النَّارِ "
355 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَا: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ، أنبأ وَكِيعٌ، ح -[553]- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حدثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: §قمْ يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، يا رب وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ " فَيَقُولُونَ: وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ مِنْ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ "، فَقَالَ النَّاسُ: اللهُ أَكْبَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرَ النَّاسُ "
الصفحة 552