كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 1)
وَفِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَادَةٌ قَالَ: " §هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ " " وَالْجِسْرُ: هُوَ الصِّرَاطُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} [الانشقاق: 4] فَمَعْنَاهُ قَدْ أَلْقَتْ مَا فِيهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة: 1] مَعْنَاهُ: وَقَدْ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَسيَاقُ الْآيَةِ يدُلُّ عَلَى ذَلِكَ، وقَوْلُهُ: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّوَرِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة: 13] فَمَعْنَاهُ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ وَاللهُ أَعْلَمُ "
§فَصْلٌ " فِي مَعْنَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ، وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] رُوِّينَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَاحِبِ الْكَنْزِ إِذَا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ جِيئَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبِكَنْزِهِ فَيُحْمَى صَفَائِحُ فى نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " -[556]- وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ: {يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة: 5] قَالَ: " هَذَا فِي الدُّنْيَا، وَقَوْلُهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فَهَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَهُ اللهُ عَلَى الْكَافِرِينَ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " وَرُوِّينَا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنْ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ " وَيُرْوَى ذَلِكَ مَرْفُوعًا:
الصفحة 555