كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)
428 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ بِالسَّاوَةِ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ ضَيْغَمٌ الْحَلَّابُ: " إِنَّ §حُبَّهُ شَغْلُ قُلُوبِ مُرِيدِيهِ عَنِ التَّلَذُّذِ بِمُحِبٍّ غَيْرِهِ، فَلَيْسَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ حُبِّهِ لَذَّةٌ، وَلَا يَأْمَلُونَ فِي الْآخِرِ مِنْ كَرَامَتِهِ الثَّوَابَ أَكْثَرَ عِنْدَهُمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ "
429 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّجَّادَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ يَقُولُ: قَالَ ذُو النُّونِ: " §مَنْ قَتَلَتْهُ عِبَادَتُهُ فَدِيَتُهُ جَنَّتُهُ، وَمَنْ قَتَلَهُ حُبُّهُ فَدِيَتُهُ النَّظَرُ إِلَيْهِ "
430 - سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: " §كَمْ بَيْنَ مَنْ يُرِيدُ الْوَلِيمَةَ لِلْوَلِيمَةِ، وَبَيْنَ مَنْ يُرِيدُ حُضُورَ الْوَلِيمَةِ لِيَلْتَقِيَ الْحَبِيبَ فِي الْوَلِيمَةِ "
431 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ الصَّائِغُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: دَخَلَ سُفْيَانُ -[25]- الثَّوْرِيُّ عَلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا سُفْيَانُ، مَا تَعُدُّونَ السَّخَاءَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَالَّذِي يَجُودُ بِمَالِهِ، وَأَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَهُوَ الَّذِي يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَتْ: يَا سُفْيَانُ أَخْطَأْتُمْ فِيهَا، فَقَالَ سُفْيَانُ: §فَمَا السَّخَاءِ عِنْدَكِ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَتْ:" أَنْ تَعْبُدُوهُ حُبًّا لَهُ لَا لِطَلَبِ جَزَاءٍ وَلَا مُكَافَأَةٍ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر المنسرح]
لَوْلَاكَ مَا طَابَتِ الْجِنَانُ ... وَلَا نَعِيمٌ لِجَنَّةِ الْخُلُدِ
قَوْمٌ أَرَادُوكَ لِلْجِنَانِ ... وَقَلْبِي سِوَاكَ لَمْ يُرِدِ"
الصفحة 24