كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

1232 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْآدَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: " §لَا يَنْبَغِي لِصُوفِيٍّ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلْقُعُودِ، عَنِ الْكَسْبِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلًا مُطْلُوبًا فَقَدْ أَغْنَتْهُ الْحَالُ عَنِ الْمَكَاسِبِ، فَأَمَّا مَا كَانَتِ الْحَاجَة فِيهِ قَائِمَةً وَلَمْ يَقَعْ لَهُ عُزُوفٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّكَلُّفِ فَالْعَمَلُ أَوْلَى بِهِ وَالْكَسْبُ أَجَلُّ لَهُ وَأَبْلَغُ "
1233 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، يَسْأَلُ ذَا النُّونِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَيْضِ §مَا التَّوَكُّلُ؟ قَالَ: " خَلْعُ الْأَرْبَابِ، وَقَطْعُ الْأَسْبَابِ "، قَالَ لَهُ: زِدْنِي فِيهِ حَالَةً أُخْرَى، قَالَ: " إِلْقَاءُ النَّفْسِ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَإِخْرَاجُهَا مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: " §ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ التَّوَكُّلِ، نقض الْعَلَائِقِ، وَتَرْكُ التَّمَلُّقِ فِي السَّلَائِقِ، وَاسْتِعْمَالُ الصِّدْقِ فِي الْحَقَائِقِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الثِّقَةِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: السَّخَاءُ بِالْمَوْجُودِ، وَتَرْكُ الطَّلَبِ لِلْمَفْقُودِ، وَالِاسْتِقَامَةُ إِلَى فَضْلِ الْوَدُودِ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الِاسْتِغْنَاءَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ: التَّوَاضُعُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمُتَذَلِّلِينَ، وَتَرْكُ تَعْظِيمِ الْأَغْنِيَاءِ، وَتَرْكُ الْمُخَالَطَةِ لِأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الْمُتَكَبِّرِينَ "
1234 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَطَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْدَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " التَّوَكُّلُ عَلَى كَمَالِ الْحَقِيقَةِ وَقَعَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ فِي تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي قَالَ -[465]- لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: §أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا؛ لِأَنَّهُ غَابَتْ نَفْسُهُ بِاللهِ، فَلَمْ يَرَ مَعَ اللهِ غَيْرَ اللهِ، وَكَانَ ذهابه بِاللهِ مِنَ اللهِ إِلَى اللهِ بِلَا وَاسِطَةٍ، وَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ التَّوْحِيدِ وَإِظْهَارِ الْقُدْرَةِ لِنَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

الصفحة 464