كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)
1235 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " §التَّوَكُّلُ يَصِحُّ عَلَى حَالَيْنِ: أَحَدُهُمَا تَرْكُهُ الْأَسْبَابَ عَلَى اللهِ وَالصَّبْرُ تَحْتَ الْأَحْكَامِ عِنْدَ فَقْدِ الْأَسْبَابِ؛ وَالثَّانِي: والرُّجُوعُ إِلَى اللهِ بِطَلَبِ السُّكُونِ إِلَيْهِ حَتَّى يَقَعَ السُّكُونُ "
1236 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ، يَقُولُ: " §أَدْنَى التَّوَكُّلِ تَرْكُ الِاخْتِيَارِ "، قَالَ: " وَلَا يَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ إِلَّا مَنْ عُرِفَ بِالْوِلَايَةِ وَالْكِلَايَةِ وَالْكِفَايَةِ، فَلَا تتَعَرَّضُوا لِأَهْلِ التَّوَكُّلِ؛ فَإِنَّهُمْ صَفْوَةُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ، اسْتَضَافُوهُ فَأَضَافَهُمْ، وَنَزَلُوا عَلَيْهِ فَأَحْسَنَ نُزُلَهُمْ، وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فَكَفَاهُمْ فَهُمْ أَغْنِيَاءُ بِفَقْرِهِمْ، وَغَيْرُهُمْ فَقِيرُهُمْ بِغِنَاهُمْ، فَمَنْ أَنْكَرَ التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ نُسِبَ إِلَى قِلَّةِ الْعِلْمِ "
1237 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى، قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، فَتَذَاكَرُوا الْفَقْرَ وَالْغِنَى، وَسُلَيْمَانُ سَاكِتٌ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ يَكِنُّهُ، وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ، وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ يَكُفُّهْ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى النَّاسِ، فَقِيلَ لِسُلَيْمَانَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: " §رَأَيْتُ جَوَامِعَ الْغِنَى فِي -[466]- التَّوَكُّلِ، وَرَأَيْتُ جَوَامِعَ الشَّرِّ فِي الْقُنُوطِ، وَالْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى مَنْ أَسْكَنَ قَلْبَهُ إِلَى اللهِ مِنْ غِنَاهُ يَقِينًا، وَمِنْ مَعْرِفَتِهِ تَوَكُّلًا وَمِنْ عَطَائِهِ وَقِسْمَتِهِ رِضًا، فَكَذَلِكَ الْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى وَإِنْ أَمْسَى طَاوِيًا وَأَصْبَحَ مُعْوِزًا "، فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعًا مِنْ كَلَامِهِ
الصفحة 465