كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 2)

1238 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاتِمَ الْأَصَمَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَقِيقَ الْبَلْخِيَّ، يَقُولُ: " §لِكُلِّ وَاحِدٍ مَقَامٌ، فَمُتَوَكِّلٌ عَلَى مَالِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى نَفْسِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى لِسَانِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى سَيْفِهِ، مُتَوَكِّلٌ عَلَى سُلْطَنَتِهِ، وَمُتَوَكِّلٌ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ وَجَدَ الِاسْتِرْوَاحَ؛ نَوَّهَ اللهُ بِهِ وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَقَالَ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] وَأَمَّا مَنْ كَانَ مُسْتَرْوِحًا إِلَى غَيْرِهِ يُوشِكُ أَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ فَيَشْقَى "
1239 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، قَالَ: سُئِلَ الْأُسْتَاذُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " §مَاذَا أَبْقَيْتَ لِنَفْسِكَ "؟ قَالَ: اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: هُوَ التَّجْرِيدُ لِلَّهِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَإِدْخَالُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ لِمَكَانِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ التَّعَلُّقِ بِالسَّبَبِ فِي الْوُصُولِ إِلَى الْمُسَبِّبِ الْأَعْلَى أَنَّ عَلَيْهِ انْقِطَاعَهُ، فَإِذَا كَمُلَ تَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلِ وَتَحَقَّقَ فِيهِ أَخْبَرَ إِنْ شَاءَ، عَنِ السَّبَبِ وَإِنْ شَاءَ عَنِ الْمُسَبِّبِ لِأَنَّ الْكُلَّ عِنْدَهُ وَاحِدٌ لِتَعَلُّقِ الْفُرُوعِ فِي الْكُلِّ بِالْأَصْلِ
1240 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " وَجَدْتُ §الدُّنْيَا -[467]- شَيْئَيْنِ: شَيْءٌ هُوَ لِي، وَشَيْءٌ هُوَ لِغَيْرِي، فَأَمَّا الَّذِي هُوَ لِي فَلَوْ طَلَبْتُهُ قَبْلَ أَجَلِهِ بِحِيلَةِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ لِغَيْرِي فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى، فَلِمَ أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ؟ يُمْنَعُ رِزْقِي مِنْ غَيْرِي، كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمُرِي؟ "

الصفحة 466