كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 3)

§فَصْلٌ فِي إِشَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَخْبَرَ أَنَّهُ كَلَّمَ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157] قَرَأَ الْآيَةَ إِلَى آخِرِهَا، قَالَ: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] وَقَالَ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4] فَقِيلَ فِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ: إِنَّهُ شَهَرَهُ قَبْلَ خَلْقِهِ وَأَعْلَى ذِكْرَهُ فِي الْأَوَّلِينَ قَبْلَ أَنْ يُخْرِجَهُ نَبِيًّا فِي الْآخِرِينَ "
1345 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، -[6]- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ §صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ - وَاللهِ - " إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي، وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلُ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخِبٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتَّى أُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ أَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَفْتَحُ بِهِ أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا "، قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: " ثُمَّ لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ فَمَا اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ إِلَّا أَنَّ كَعْبًا، يَقُولُ: " أَعْيُنًا عُمُومَى وَقُلُوبًا غُلْفَى وَآذَانًا صُمُومَى " وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَقَدْ ذَكَرْنَا شَوَاهِدَهُ وَمَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهُ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ -[7]- وَغَيْرِهِمَا فِي الْجُزْءِ الْخامسِ مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ

الصفحة 5