كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 5)
3701 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " §أُهْبِطَ آدَمُ بالْهِنْدِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ مَالِي لَا أَسْمَعُ صَوْتَ الْمَلَائِكَةِ كَمَا كُنْتُ أَسْمَعُهَا فِي الْجَنَّةِ؟، فَقَالَ لَهُ: بِخَطِيئَتِكَ يَا آدَمُ، فَانْطَلِقْ فَابْنِ لَهُ بَيْتًا فَتَطُوفُ بِهِ كَمَا رَأَيْتُهُمْ يَتَطَوَّفُونَ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَبَنَى الْبَيْتَ، فَكَانَ مَوْضِعُ قَدَمَيْ آدَمَ قُرًى وَأَنْهَارًا وَعُمَارَةً، وَمَا بَيْنَ خُطَاهُ مَفَاوِزَ، فَحَجَّ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْبَيْتَ مِنَ الْهِنْدِ أَرْبَعِينَ سَنَةً "
3702 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّمَذِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْإِمَامُ، عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ §آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَجَّ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْهِنْدِ أَرْبَعِينَ حَجَّةً "
3703 - وأَخْبَرَنَا أَبُو ذَرِّ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُهَرِّجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ -[451]- الْبَرَاءِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: " §لَمَّا تَابَ اللهُ عَلَى آدَمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى مَكَّةَ، فَطَوَى لَهُ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ، فَلَقِيَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْأَبْطَحِ فَرَحَّبَتْ بِهِ، وَقَالَتْ لَهُ: يَا آدَمُ إِنَّا لَنَنْتَظِرُكَ بِرَّ حَجِّكَ، أَمَا إِنَّا قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، وَأَمَرَ اللهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَلَّمَهُ الْمَنَاسِكَ وَالْمَشَاعِرَ كُلِّهَا، وَانْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ فِي عَرَفَاتٍ، وَالْمُزْدَلِفَةِ، وَبِمِنًى، وَعَلَى الْجِمَارِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصَّوْمَ وَالِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ ". وَذَكَرَ وَهْبٌ: " أَنَّ الْبَيْتَ كَانَ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَاقُوتَةً حَمْرَاءَ تَلْتَهِبُ نُورًا مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ لَهَا بَابَانِ شَرْقِيٌّ وَغَرْبِيٌّ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ تِبْرِ الْجَنَّةِ، وَكَانَ فِيهَا ثَلَاثُ قَنَادِيلَ مِنْ تِبْرِ الْجَنَّةِ فِيهَا نُورٌ يَلْتَهِبُ بَابُهَا مَنْظُومٍ بِنُجُومٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَبْيَضَ، وَالرُّكْنُ يَوْمَئِذٍ نَجْمٌ مِنْ نُجُومِهَا يَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ فِي زَمَانِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِنَّ خَيْمَةَ آدَمَ وَهِيَ الْيَاقُوتَةُ لَمْ تَزَلْ فِي مَكَانِهَا حَتَّى قَبَضَ اللهُ آدَمَ ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ وَبَنَى بَنُو آدَمَ فِي مَوْضِعَهَا بَيْتًا مِنَ الطِّينِ وَالْحِجَارَةِ فَلَمَّا يَزَلْ مَعْمُورًا حَتَّى زَمَنَ الْغَرَقِ فَرُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ فَوُضِعَ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَمَكَثَتِ الْأَرْضُ خَرَابًا أَلْفَيْ سَنَةٍ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ زَمَنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ فَجَاءَتِ السَّكِينَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَأَنَّهَا سَحَابَةٌ فِيهَا رَأْسٌ يَتَكَلَّمُ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ، فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ خُذْ قَدْرَ ظِلِّي فَابْنِ عَلَيْهِ لَا تَزِدْ شَيْئًا، وَلَا تُنْقِصْ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ قَدْرَ ظِلِّهَا ثُمَّ بَنَى هُوَ وَإِسْمَاعِيلُ الْبَيْتَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ سَقْفًا فَكَانَ النَّاسُ يُلْقُونَ فِيهِ الْحُلِيَّ وَالْمَتَاعَ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَمْتَلِئَ اسْتَعَدَّ لَهُ خَمْسُ نَفَرٍ لِيَسْرِقُوا مَا فِيهِ فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى زَاوِيَةٍ، وَانْقَحَمَ الْخَامِسُ فَسَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ، وَبَعَثَ اللهُ عِنْدَ ذَلِكَ حَيَّةً بَيْضَاءَ سَوْدَاءَ الرَّأْسِ وَالذَّنَبِ حَرَسَتِ الْبَيْتَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ لَا يَقْرَبُه أَحَدٌ إِلَّا أَهْلَكْتَهُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بِنْتُهُ قُرَيْشٌ "
الصفحة 450