كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 7)

§الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ بَابٌ فِي الْأَمَانَاتِ وَمَا يَجِبُ مِنْ أَدَائِهَا إِلَى أَهْلِهَا " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]. وَقَالَ: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283]. وَقَالَ: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا}. يَعْنِي وَاللهُ أَعْلَمُ: فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَحْمَلٌ لِلسَّالِكِينَ لِخُلُوِّهَا عَنِ الْحَيَاةِ وَالْعَقْلِ، وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ، وَكَانَ فِيهِ مَحْمَلٌ لِذَلِكَ، لِأَنَّهُ رُكِّبَ فِيهِ الْحَيَاةُ وَالْعَقْلُ. ثُمَّ قَالَ: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]. هَذَا ابْتِدَاءُ كَلَامٍ، يَعْنِي: إِنَّهُ بَعْدَ الْجَهْلِ قَدْ يَجْهَلُ مَوْضِعَ حَظِّهِ، وَيَظْلِمُ نَفْسَهُ، فَيُخَالِفُ الْأَمْرَ، وَيَرْتَكِبُ النَّهْيَ، وَهَذَا تَعَجِيبٌ مِنْ حَالِهِ. وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27] ".
4873 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ -[199]- مُحَمَّدٍ، ثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ، نا شَرِيكٌ، وَقَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ". قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: قُلْتُ لِطَلْقٍ: اكْتُبْ شَرِيكًا، وَدَعْ قَيْسًا؟، قَالَ: " أَنْتَ أَعْلَمُ "

الصفحة 198