كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 7)

5395 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " §أُصُولُنَا خَمْسَةُ أَشْيَاءَ: التَّمُسُّكُ بِكِتَابِ اللهِ، وَالِاقْتِدَاءُ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، وَأَكْلُ الْحَلَالِ، وَاجْتِنَابُ الْآثَامِ، وَأَدَاءُ الْحُقُوقِ "
5396 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامٍ فَأَتَيْتُهُ فَجَلَسَ هَكَذَا وَضَعَ رِجْلَهُ -[516]- الْيُسْرَى تَحْتَ أَلْيَتَيْهِ وَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ مِرْفِقَ يَدِهِ عَلَيْهَا قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَعْرِفُ هَذِهِ الْجِلْسَةَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: " هَذِهِ جِلْسَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §كَانَ يَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، وَيَأْكُلُ أَكْلَ الْعَبِيدِ، خُذُوا بِاسْمِ اللهِ " قَالَ: فَلَمَّا أَكَلْنَا، قُلْتُ لِرَفِيقِهِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَشَدِّ شَيْءٍ مَرَّ بِكَ مُنْذُ صُحْبَتِهِ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا يَوْمًا صِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، هَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ بَابَ الرَّسْتَنِ؟ فَنُكْرِيَ أَنْفُسَنَا مَعَ هَؤُلَاءِ الْحَصَّادِينَ قَالَ: وَذَاكَ قَالَ: فَأَتَيْنَا بَابَ الرَّسْتَنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَاكْتَرَانِي بِدِرْهَمٍ قَالَ: قُلْتُ: صَاحِبِي، قَالَ: صَاحِبُكَ لَا حَاجَةَ لِي فِي صَاحِبِكِ، أَرَاهُ ضَعِيفًا قَالَ: فَمَا زِلْتُ بِهِ حَتَّى اكْتَرَاهُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِيقَ قَالَ: فَحَصَدْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، فَأَخَذْتُ كِرَايَ، فَأَتَيْتُ السُّوقَ، فَاكْتَرَيْتُ حَاجَتِي، وَتَصَدَّقْتُ بِالْبَاقِي، فَهَيَّأْتُهُ، وَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ، بَكَى، قُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا أُجُورَنَا، فَلَيْتَ شِعْرِي أَوْفَيْنَا صَاحِبَنَا أَمْ لَا قَالَ: فَغَضِبْتُ قَالَ: مَا يُغْضِبُكَ؟ أَتَضْمَنُ لِي أَلَّا وَفَّيْنَا صَاحِبَنَا، أَمْ لَا قَالَ: فَأَخَذْتُ الطَّعَامَ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ، فَهَذَا أَشَدُّ شَيْءٍ مَرَّ بِي مُنْذُ صُحْبَتِهِ

الصفحة 515