كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 8)

مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً سُدَاهَا حَرِيرٌ وَلُحْمَتُهَا مَسِيرَةٌ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَصْنَعُ بِهَا أَلْبِسُهَا قَالَ: " إِنِّي §لَا أَرْضَى لَكَ مَا لَا أَرْضَى لِنَفْسِي اجْعَلْهَا خَمْرًا بَيْنَ فَاطِمَةَ أُمِّكَ وَفَاطِمَةَ ابْنَتِي " قَالَ: مَسِيرٌ هُوَ مِنَ السِّيَرَاءِ بُرُودِ الْيَمَنِ قَالَ: " وَإِنَّمَا الْعَفْوُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ وَفِي هَذَا الثَّوْبُ "
تَرْوِي عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " كَانَتْ لَنَا قَطِيفَةٌ كُنَّا نَقُولُ §إِنَّ عَلَمَهَا حَرِيرٌ، فَمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ لُبْسِهَا قَطُّ "
وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §الْبَسُوا مِنَ الْحَرِيرِ قَدْرَ أُصْبُعَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا وَهَذَا " وَاللهُ أَعْلَمُ. نُوقَيْتُ لِعَلَمَيْنِ يَكُونَانِ عَلَى كُمَّيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِقَدْرِ أُصْبُعَيْنِ فَيَكُونُ جِمَاعُهُمَا قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ وَذَلِكَ هُوَ الْمُرَادُ بِمَا رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَوْ مِثْلَ الْكَفِّ فِيهِمَا أَرْبَعُ أَصَابِعَ وَالْمَعْنَى أَنْ يَكُونَ عَلَى الْكُمَّيْنِ مَا إِذَا جُمِعَ يُجَاوِزُ قَدْرَ الْكَفِّ وَكَذَلِكَ إِنْ كَانَ الثَّوْبُ مِنْ كَتَّانٍ فَخِيطَ بالْإِبْرَيْسَمٍ لَمْ يُحَرِّمْ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " هَذَا الَّذِي قَالَهُ الْحَلِيمِيُّ فِي الْأَعْلَامِ صَحِيحٌ وَقَدْ وَرَدَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا مَا دَلَّ عَلَى إِبَاحَتِهَا أَمَّا الْمَوْقُوفُ "

الصفحة 198